وأوردت يومية « الصباح » على صفحتها الأولى في عددها ليوم الجمعة 21 يوليوز 2023، أن جهات أمنية تترقب التحاق عامل إقليم برشيد الموجود في عطلة بمقر عمله، الإثنين المقبل، للتأشير على خطة لتجفيف الدروة من منابع « البوفا »، سيما أن تقارير أمنية من البيضاء وسطات وبرشيد بناء على اعترافات مروجين ومدمنين، أوقفوا في عمليات سابقة، تؤكد أنهم يقتنونها من عائلة شهيرة تحترف ترويج الممنوعات بها.
ويُتوقع، حسب الجريدة، أن تشهد المدينة حملات أمنية وإجراءات غير مسبوقة، مضيفة أن التقارير المنجزة حملت إلى جانب الدرك السلطات المحلية المسؤولية في تفشي ترويج الممنوعات بالدروة، إذ أن ترويج الممنوعات منتشر في الأحياء العشوائية، وهو ما يجهض أي عملية مداهمة مفاجئة ضد مروجي الممنوعات، إذ تتيح لهم الأزقة الضيقة فرصة للفرار.
ويأتي حضور اللجن الخاصة إلى منطقة الدروة بناء على شكايات سرية توصلت بها وزارة الداخلية والقيادة العليا للدرك والمديرية العامة للأمن الوطني، نبه فيها محرروها الذين تعمدوا عدم ذكر أسمائهم، خوفا من بطش المروجين وانتقامهم إلى تحول المدينة لـ« كولومبيا » مخدر « البوفا »، وأنها لم تعد قبلة فقط من من كلا الجنسين ومختلف الأعمار، بل حتى من المروجين من مدن عديدة على رأسها البيضاء.
وتابعت الصحيفة الحديث عن القضية على صفحتها رقم 9، مؤكدة أن ما زاد من مصداقية الشكايات أن تقارير المصالح الأمنية بالبيضاء، سيما تلك المنجزة من قبل أمن ابن امسيك ومولاي رشيد، تفيد أن أغلب الموقوفين، سواء كانوا مروجين أو مدمنين لـ » البوفا » يؤكدون أنهم اقتنوها من الدروة، الأمر الذي دفع مسؤولي أمن البيضاء إلى إصدار تعليمات لتشديد المراقبة على القادمين للبيضاء من منطقة الدروة ومديونة وللهروايين، وهي التعليمات التي تحرص عناصر الشرطة على تنفيذها حرفيا، حيث يتم إخضاع ركاب سيارات الأجرة والدراجات النارية وحتى سائقي السيارات للتفتيش والتحقيق من الهوية، يورد المصدر نفسه.
وأثار مقطع فيديو صور بشكل سري، غضبة جهات عليا يظهر فيه مروجون بالدروة يحتمون داخل شباك حديدي ممتد على مساحة كبيرة، ويسلمون الممنوعات للمدمنين بشكل علني وبنوع من استعراض العضلات زاد من حدته، ظهور امرأة مسنة في مقطع الفيديو، تنتظر دورها لاقتناء « البوفا »، قبل أن يتبين، حسب مصادر، أنها مضطرة لاقتنائها بشكل يومي لفائدة ابنها خوفا من بطشه وتعريضها للضرب والجرح.
وتوقعت المصادر حملة أمنية غير مسبوقة على قلاع « البوفا » بالدروة، بعد أن صار القضاء على هذا المخدر هاجس المصالح الأمنية، لما خلفه من مآس اجتماعية وصحية ونفسية وصفت بالخطيرة، إذ يتزايد عدد مدمنيه بشكل كبير، ومن مختلف الطبقات الاجتماعية.
إضافة إلى تورطهم في سلوكات مشينة مقابل الحصول عليه، إذ وصل الأمر إلى حد عرض نساء وفتيات أجسادهن على المروجين مقابل قطعة منه، في حين اضطر آخرون إلى رهن ممتلكاتهم قيمة للحصول على ثمنه.