ووفقا لمعطيات حصل عليها LE360 من مصادر قريبة من التحقيقات الجارية في هاته القضية، التي يتابعها الرأي العام باهتمام بالغ، فإن عدد الأشخاص المشتبه فيهم الذين يتابعون في حالة اعتقال حتى حدود يوم الأربعاء 9 أكتوبر 2024، بلغ 21 مشتبها به، من بينهم سبعة رجال و14 امرأة، فيما يتابع في هذه القضية شخص واحد في حالة سراح.
الأدمينات ودورهن في الاحتيال
تشير المعطيات إلى أن غالبية النساء الموقوفات يحملن مسؤوليات إدارية في المجموعة، ويطلق عليهن لقب « الأدمينات »، حيث كن يشرفن على تنظيم وتوجيه الأموال المتحصلة من الضحايا عبر تطبيق « واتساب ».
وبعد الاستماع إلى المشتبه بهم، بشكل فردي وأحيانا بشكل جماعي وإجراء المواجهة مع البعض منهم من طرف قاضي التحقيق لدى ابتدائية طنجة، فقد وجهت إليهم تهم قد تزج بهم في السجن سنوات عديدة، وهي:
- النصب وخيانة الأمانة
- تلقي الأموال من الجمهور
- القيام بعملية الائتمان بصفة اعتيادية دون اعتماد قانوني
- الدعوة لجمع تبرعات دون ترخيص
- توزيع مساعدات دون تصاريح من السلطات المعنية المختصة
التحقيقات مستمرة
كشفت مصادر جيدة الاطلاع أن ملف « مجموعة الخير » ما يزال قيد التحقيق من قبل قاضي التحقيق بابتدائية طنجة، وينتظر الانتهاء من هذه التحقيقات في غضون الأيام القليلة المقبلة، قبل البدء في تحديد مواعيد جلسات محاكمة المتورطين والمشتبه فيهم، فيما تتواصل الأبحاث والتحريات في هذا السياق على مستوى النيابة العامة وعلى مستوى مصالح الشرطة القضائية بولاية طنجة، والتي توصلت بدورها بشكايات عشرات الضحايا المفترضين.
بدأت أولى الاعتقالات يوم فاتح غشت 2024، بأمر من النيابة العامة، وشملت في البداية 7 أشخاص، قبل أن تتسع دائرة الاعتقالات لتشمل عددا من « الأدمينات »، بمن فيهم « رئيسة المجموعة » يسرى، وزوجها وشقيقها، بالإضافة إلى « مديرة المجموعة » كريمة وزوجها وشقيقها. كما تم القبض على سائق سيارة أجرة كانت مهمته داخل المجموعة القيام بتوصيل المبالغ المالية المتحصل عليها من طرف « الأدمينات » أو ضحايا بعينهم.
إقرأ أيضا : «مجموعة الخير» .. قصة أكبر عملية احتيال في المغرب
وبعد مرور شهرين حتى الآن، تواصل النيابة العامة في طنجة تلقي الشكايات من طرف ضحايا المجموعة، حيث بلغت إلى غاية اليوم أكثر من 1250 شكوى، في الوقت الذي ما تزال 500 شكوى إضافية قيد التحقيق لدى الشرطة القضائية، في انتظار النظر فيها من قبل وكيل الملك، الذي سيقرر ما إذا كان سيتابع المشتبه فيهم في حالة اعتقال أو سراح.
المصادر ذاتها أضافت أن قاضي التحقيق بابتدائية طنجة، يواصل لساعات طويلة ليلا ونهارا، الاستماع إلى عدد من الضحايا الأخرين، كما يواصل الإجراءات القضائية، ويجري مواجهات بين مختلف المتهمين كما بين عدد من المشتكين.
المبالغ المتحصلة
بينما تتحدث بعض المصادر عن 720 مليون درهم مجموع المبالغ المتحصلة من طريق هذه المجموعة بواسطة النصب والاحتيال، تشير معطيات الملف إلى أنه لا يوجد حتى حدود الساعة أي رقم نهائي يخص المبالغ المالية موضوع قضية النصب والاحتيال، ويبقى عدد الشكايات الواردة رهين الكشف عن المبلغ الإجمالي، والذي يزيد حتى الآن، وفق المصادر ذاتها، عن 800 مليون درهم.
وتترقب الأوساط القانونية والشعبية في المغرب نتائج هذه التحقيقات التي تكشف عن أبعاد جديدة في كل جلسة، مع احتمالات متزايدة لظهور مزيد من المستجدات في هاته القضية التي توصف بأنها أكبر عملية نصب واحتيال تشهدها المملكة.