وجاء هذا التحول ثمرة مشروع متكامل لإعادة تأهيل وإضاءة عدد من البنايات التاريخية في قلب المدينة، وذلك في إطار برنامج شامل لإحياء التراث المعماري الطنجاوي، واستعدادا لاستقبال الموسم السياحي الصيفي، وكأس إفريقيا للأمم المرتقب تنظيمها بعد أشهر.
وبفضل تصميم هندسي دقيق لنظام الإضاءة، بدت الواجهات البيضاء للبنايات أكثر إشراقًا وجاذبية، حيث تم تركيب كشافات غاطسة وأخرى موجهة بعناية لتبرز تفاصيل الشرفات، والنقوش، والزخارف دون المساس بجمالية الطلاء أو طمس الخصوصية المعمارية لكل بناية.
كما شملت العملية إضاءة داخلية لبعض المباني، بما يسمح بإبراز الفسيفساء والتماثيل والزخارف التي تعود للعهد الدولي الذي عاشته طنجة في بدايات القرن الماضي، مع مراعاة الطابع الفني والمواد الأصلية التي صُنعت منها هذه المعالم.
ولقي المشروع إشادة واسعة من سكان المدينة وزوارها، الذين عبّروا عن إعجابهم باللمسة الجمالية التي أضفتها الإضاءة على المعالم التاريخية، معتبرين أن هذا التدخل العمراني الراقي يمثل خطوة مهمة في إعادة الاعتبار لذاكرة طنجة المعمارية، وتعزيز إشعاعها الثقافي في سياق الانفتاح السياحي والتنظيمي الذي تشهده المدينة.
يُذكر أن المشروع يُعد جزءًا من رؤية أشمل لتثمين التراث الحضري والعمراني لمدينة طنجة، وتحويلها إلى وجهة ذات طابع معماري فريد يعكس أصالة المدينة وتنوع مراحلها التاريخية.



