التهاب الكبد الفيروسي بالمغرب: شبكة تدعو إلى خفض أسعار الأدوية لتحقيق العدالة الصحية

في 28/07/2024 على الساعة 09:00, تحديث بتاريخ 28/07/2024 على الساعة 09:00

يحتفل المغرب، على غرار المجتمع الدولي، يومه الأحد 28 يوليوز 2024، باليوم العالمي لمكافحة داء التهاب الكبد الفيروسي. ويُعتبر التهاب الكبد الفيروسي أحد الأسباب الرئيسية للوفاة حول العالم، حيث يؤدي إلى مئات الآلاف من الوفيات سنويًا، ما دفع بمنظمة الصحة العالمية مؤخراً إلى دق ناقوس الخطر بشأن حالات التهاب الكبد الفيروسي، التي تودي بحياة 3500 شخص يومياً.

ووفقاً للتقرير العالمي عن التهاب الكبد لعام 2024 الصادر عن منظمة الصحة العالمية، فإن عدد الأرواح المفقودة بسبب هذا المرض آخذ في الازدياد، حيث يعد التهاب الكبد ثاني الأسباب المُعدية الرئيسية للوفاة على مستوى العالم، إذ يحصد أرواح 1.3 مليون شخص سنويًا، وهو نفس عدد الوفيات الناجمة عن مرض السل.

وقال علي لطفي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، إن الاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة داء التهاب الكبد الفيروسي « يهدف إلى زيادة الوعي حول هذا المرض الفتاك، وتعزيز الوقاية والتشخيص المبكر والعلاج بتكلفة معقولة، نظراً لخطورته وقدرته على التسبب في التهابات مزمنة قد تتطور إلى تليف الكبد وسرطان الكبد ».

وأوضح في تصريح لـLe360 أن الفيروس يمكن أن ينتقل من خلال الدم أو سوائل الجسم المصابة، مما يزيد من مخاطر انتقال العدوى في المستشفيات والمرافق الصحية إذا لم تُتبع معايير السلامة والوقاية من قبل مهنيي الصحة.

الوضع في المغرب

في المغرب، ورغم غياب أرقام دقيقة، تشير إحصاءات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى وجود حوالي 245 ألف من حاملي الفيروس (ب) و125 ألف مصاب من حاملي النوع (س).

وتشير التقديرات إلى أن نسبة الوفيات بسبب التهاب الكبد « ب » و« س » قد تصل إلى 1000 حالة سنوياً، والتي يتم اكتشافها بسبب ضعف التشخيص والمعطيات الدقيقة حول انتشار المرض.

وتسعى وزارة الصحة والحماية الاجتماعية من خلال المخطط الاستراتيجي لمحاربة التهابات الكبد إلى تحقيق هدفين أساسيين: خفض نسبة الوفيات بسبب المرض بنسبة 50%، وخفض عدد الإصابات الجديدة بنسبة 50% في أفق 2026 للقضاء على المرض بحلول عام 2030.

غلاء أسعار أدوية فيروس الكبد

يرى علي لطفي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، أن المجهودات التي تبذلها وزارة الصحة تصطدم بالارتفاع المفرط لأسعار أدوية ضد فيروس الكبد وتكلفة علاجه.

وبحسب لطفي فإن « أسعار الأدوية الجنيسة تتفاوت بين 5000 و6100 درهم لكل علبة من 28 قرصاً شهرياً، ما يعادل 18300 درهم لمدة 12 أسبوعاً من العلاج، بينما لا يتجاوز برنامج العلاج لمدة 3 أشهر 1525 جنيهاً مصرياً (477 درهماً مغربياً).»

وأوضح رئيس الشبكة أن « هذا الارتفاع في الأسعار يجعل العلاجات غير متاحة للعديد من المرضى في المغرب، خاصة الطبقات الفقيرة والمتوسطة، مما يؤدي إلى ارتفاع معدل الوفيات بسبب مرض الكبد الوبائي ».

وأكد المتحدث ذاته أنه « خلافا للأغلبية الساحقة من الدول ذات نفس المستوى الاقتصادي التي تعتمد الأدوية الجنيسة ذات الأسعار المعقولة وفي المتناول، تحقق 90 إلى 95 بالمائة من نتائج العلاج ».

مبادرات وحملات

تواظب الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة على تنظيم حملات إعلامية للحث على تخفيض أسعار أدوية التهاب الكبد الفيروسي. وشملت المبادرات تقديم طلبات لوزارة الصحة الحماية الاجتماعية ولمجلس المنافسة من أجل تخفيض أسعار هذه الأدوية الجنيسة وزيادة الوصول إلى العلاجات بأسعار معقولة.

ويقول علي لطفي « إن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تتفاعل وتبادر إلى تخفيض أسعار عدد من الأدوية سنوياً، غير أن شركات الأدوية المعنية مستثناة من هذه العملية بشكل غير مفهوم وغير مبرر، مما يتسبب في استمرار التكلفة الباهظة للأدوية، وبالتالي يظل العلاج غير متاح للعديد من المرضى ».

دعوات إلى صناع القرار

جددت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، بمناسبة اليوم العالمي لمرض التهاب الكبد الوبائي، دعوتها لصناع القرار السياسي من أجل « حماية حق المواطنين في الدواء والعلاج، واتخاذ القرار الصائب في تخفيض أسعار أدوية مرض الكبد الوبائي وتشجيع إنتاج واستخدام الأدوية الجنيسة في المغرب لتوفير العلاجات بتكلفة أقل ومجاناً للفقراء وذوي الدخل المحدود والمتوسط ».

كما أكدت الشبكة على « ضرورة زيادة الوعي والتثقيف الصحي حول التهاب الكبد الفيروسي والوقاية منه، والكشف المبكر، وتحسين الوصول إلى العلاجات بأسعار معقولة، كعنصرين أساسيين في مكافحة هذا المرض بالتعاون مع المجتمع الدولي وتوحيد الجهود الرامية إلى القضاء على التهاب الكبد بحلول عام 2030.

وتقترح الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة على الدولة « التشجيع على الاستثمار في القضاء على التهاب الكبد، وتنفيذ الالتزامات السياسية والتمويلية التي تستهدف التصدّي لالتهاب الكبد، مع تطوير خدمات الوقاية من التهاب الكبد وتشخيصه بشكلٍ مُبكِر وعلاجه، وذلك في أفق القضاء عليه ».

تحرير من طرف ميلود الشلح
في 28/07/2024 على الساعة 09:00, تحديث بتاريخ 28/07/2024 على الساعة 09:00