وحسب الخبر الذي أوردته يومية «الصباح»، في عددها ليوم غد الثلاثاء، فإن وزارة الداخلية السعودية تنسق عمليات التفتيش المكثفة التي تشهدها الوحدات السكنية، أو ما يسمى العمارات، الموجودة على بعد خمسة كيلومترات، تقريبا، من الحرم المكي من أجل تحرير محاضر في حق مجموعات من المقيمين غير الحاملين لتأشيرات الحج مسلمة لهم من القنصليات السعودية، وتؤكد أنهم شاركوا في القرعة.
وتستعين السلطات الأمنية السعودية، وفقا الصحيفة، بعدد من الحافلات (حافلات الأهلية) لنقل المشتبه فيهم، وضمنهم نساء وشيوخ من جنسيات مغربية ومصرية وأندونيسية على الخصوص، إلى أماكن بعيدة، وراء الحاجز الأمني بمدخل مكة من جهة جدة، وهي منطقة يطلق عليها «الشميسي».
وتَحوَّل مئات المغاربة، الذين تم النصب عليهم من قبل سماسرة ووكالات للأسفار، إلى رهائن ومختطفين وسط شقق ضيقة للكراء، تنعدم فيها شروط الراحة، وفي أجواء تتجاوز فيها الحرارة 44 درجة مائوية.
ويفضل هؤلاء، وفقا للجريدة، البقاء فى الشقق طيلة الليل والنهار، والامتناع عن التجول والخروج خوفا من القبض عليهم متلبسين بالدخول إلى الحرم المكي، دون الحصول على تأشيرة الحج.
وتكشف الجريدة أن وزارة الداخلية السعودية أصدرت بلاغا، في 22 ماي الماضي الموافق لـ14 ذي القعدة 1445، تطالب فيه جميع الوافدين، من غير المقيمين الأصليين، بمغادرة الحرم المكي، وعدم السماح بدخول المدينة، أو البقاء فيها، إلا للأشخاص الذين يحملون تأشيرة الحج وشاركوا في القرعة في بلدانهم. واعتبارا من 23 ماي إلى 29 يونيو الجاري، يمنع استعمال تأشيرة الزيارة بجميع أنواعها ومسمياتها، ولا تعد، حسب السلطات السعودية، تصريحا لحاملها لأداء فريضة الحج، «ومن يخالف ذلك سيكون عرضة لتطبيق الجزاءات وفق ما تقتضيه الأنظمة والتعليمات في المملكة»، حسب البلاغ ذاته.
ووُجِد مئات المغاربة في وضع لا يحسدون عليه، حسب خبر اليومية، بعد أن وثقوا في عدد من السماسرة ووكالات أسفار تسلمت منهم مبالغ مالية تتراوح بين 5.5 إلى 6 ملايين سنتيم، في وقت تتجاوز كلفة الحج 7,5 ملايين سنتيم.
وحسب «الصباح»، فإن السماسرة يختارون عددا من المغاربة الذين لم يحالفهم الحظ في القرعة، فيطلبون منهم مبالغ لإعداد تأشيرات للدخول بصفة شخصية، أو للسياحة والعمل، وينظمون رحلات إلى السعودية قبيل 10 ذي القعدة، وهو التاريخ الذي تغلق فيه السلطات السعودية الحرم المكي استعدادا لمناسك الحج في هذه الفترة، ليكون «الحراكة» قد وصلوا إلى الديار السعودية وأقاموا وينتظرون فرصة أداء المناسك مع باقي الحجاج المحصيين والرسميين، ما انتبهت إليه وزارة الداخلية السعودية، وسارعت إلى تنظيف محيط مكة، خوفا من الازدحام الشديد، واحتمال وقوع حوادث ووفيات.