هذا العام، تمت دعوة التلاميذ الفرنسيين لاجتياز امتحان الباكالوريا، مادة الرياضيات، يومي 19 و20 يونيو. امتحان أسال الكثير من الحبر في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي. والسبب هو أن العديد من التلاميذ نددوا بهذا الامتحان واعتبروه معقدا.
وعلى إنستغرام، رد لوكا، مدرس الرياضيات في فرنسا، على الجدل بنشره فيديو حول امتحان الباكالوريا المغربية، من أجل مقارنة مستوى التلاميذ في البلدين في المادة. فمستوى التلاميذ المغاربة في مادة الرياضيات هو منذ مدة طويلة محل إعجاب هيئة التدريس في فرنسا. لأنه في الوقت الذي يستمر فيه مستوى التلاميذ الفرنسيون في التراجع في هذه المادة، فإن العديد من التلاميذ المغاربة يجتازون امتحانات القبول في الأقسام التحضيرية العلمية وفي مدارس الهندسة المرموقة المعروفة بتشددها في الانتقاء. وهكذا، في مدرسة البوليتكنيك المرموقة، يأتي الطلبة المغاربة في المرتبة الثانية من حيث التمثيلية.
مستوى الباك في المغرب يعادل الباك +3 في فرنسا
من خلال الكشف عن الاختبار، اندهش الأستاذ من تعقيد موضوع الامتحان. وقال بداية: «إنه غير ممكن! إنه على الأقل في مستوى الباك زائد 1 أو الباك زائد 2». فبعدما قام بتفكيك مواضيع الامتحان بادئا بالدوال، مرورا بالمتغيرات، لم يتمكن الأستاذ من تصديق ذلك... «انظروا ! أنتم تبكون»، يعلق الأستاذ موجها خطابه للتلاميذ الفرنسيين. «لكن هذا لا شيء، انظروا إلى ما سيأتي بعد ذلك»، ثم انتقل إلى الصفحة الموالية من الاختبار. وفي ما يتعلق بموضوع مبرهنة القيمة المتوسطة، أوضح قائلا: «هذه هي الأشياء التي نقوم بها في الأقسام التحضيرية الآن». ثم يتحدث عن المتواليات الحسابية ومعادلات من الدرجة الثانية ذات المعاملات المعقدة... ثم يكرر: «إنه غير ممكن».
ثم يصل لوكا إلى قوانين التكوين الداخلي، وهو الموضوع الذي أوضح أنه درسه في الباك زائد 4. «إذا أعطيت هذا لتلاميذي في السنة النهائية، فإنهم لا يعرفون حتى كيفية قراءة الامتحان، فهو صعب للغاية. إنه في مستوى الباك +2 أو الباك +3».
وأكد قائلا: «تصوروا مستواهم في المغرب!». ثم أردف: «رأيتم ماذا يفعلون في المغرب؟ برافو المغرب. موضوعكم يثير الفضول».
موضوع أكثر تعقيدا من ذلك المطروح في فرنسا لمرشحي الكفاءة للتدريس
انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وعلق عليه أساتذة آخرون في صفحة التلميذ لصحيفة لوفيغارو. ريمي شوتار، وهو أيضا مدرس رياضيات بثانوية في باريس، اطلع بدوره على موضوع الباكالوريا المغربية. وقال: «لا يمكن أن نعطي ذلك لتلاميذنا الفرنسيين، بل لا يمكن تصور ذلك».
ولاحظ بدوره أن المفاهيم التي تظهر في الاختبار ليست موجودة حتى في البرنامج الخاص بالباك في فرنسا. وشرح قائلا: «يتعلق الأمر بمبرهنة القيمة المتوسطة، أو تمارين الجبر...».
وأضاف: «إنه موضوع كان من الممكن أن نطرحه قبل 30 عاما لمرشحي البكالوريا في ذلك الوقت، ولكنه اليوم يتوافق أكثر مع ما يتم تدريسه في نهاية الأقسام التحضيرية في الرياضيات».
والأكثر من ذلك، حسب هذا الأستاذ، فإن الموضوع المغربي «أكثر تعقيدا من الموضوع المطروح في فرنسا على مرشحي الكفاءة للتدريس في التعليم الثانوي»، والذي تعرض أيضا لانتقادات، لأنه لم يكن صعبا. وتأسف قائلا: «لكن، ينبغي ألا نتفاجأ، لقد وصلنا إلى هذا الأمر، لأن المغاربة عرفوا كيفية حماية هذه المادة والحفاظ على قيمتها، في حين أن فرنسا قامت بالحط من شأنها».