ووفق ما أوردته جريدة «الصباح»، في عددها ليوم الثلاثاء 9 دجنبر 2025، فإن عناصر الجمارك اعترضت، خلال تفتيش روتيني لسفينة «الفيري»، شحنة تضم حوالي ستين قطعة نادرة، بينها مستحاثات ثمينة وعينات طبيعية محمية، كانت مخبأة داخل شاحنة بهدف إدخالها إلى السوق الأوروبية بطريقة غير قانونية.
وخلال عملية التفتيش التي أُجريت بمحطة «أورسيتي» البحرية، اكتشف المحققون حمولة غير مصرح بها تتكون من أمونيتات (رخويات منقرضة)، وتريلوبايتات (مفصليات بحرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ)، إضافة إلى هيكل سمكة المنشار. وتَشتبه السلطات في أن هذه القطع جُمعت من حفريات غير قانونية بالمغرب، ما يغذي شبكات منظمة تجني أرباحا كبيرة، إذ تصل قيمة بعض العينات إلى آلاف الأوروهات للقطعة الواحدة، ما يبرر القيود الصارمة المفروضة دوليا على تداولها.
ووفق المصدر نفسه، فقد جرى حجز المستحاثات فورا في انتظار إخضاعها لخبرة رسمية لتحديد مصدرها وتاريخها الجيولوجي وقيمتها الحقيقية، فيما لم تُتّخذ أي إجراء بعد في حق السائقين إلى حين انتهاء التحقيق. كما أسفرت العملية ذاتها عن إنقاذ سلحفاتين كانتا تُنقلان بطريقة غير قانونية، ومن دون الشهادة الإلزامية الخاصة باتفاقية «سايتس»، رغم كونهما من الأنواع المهددة بالانقراض.
وحذّرت الجمارك الفرنسية من أن تهريب التراث الطبيعي أو الأحياء المحمية يمثّل اعتداءً خطِراً على الموارد العالمية، ويغذي أنشطة إجرامية عابرة للحدود.
وليس هذا أول ملف من نوعه، إذ سبق للجمارك الفرنسية في «مانتون»، شهر فبراير الماضي، أن ضبطت بقايا تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، ضمنها عشرة أسنان من زواحف منقرضة، كانت محفوظة بشكل ممتاز داخل شاحنة متجهة نحو إيطاليا عبر إسبانيا، من دون الوثائق القانونية المطلوبة. وقد جرى تسليم هذه الأسنان إلى متحف ما قبل التاريخ في «مانتون»، حيث أثبتت الخبرة أنها تعود إلى البليزيوسور، وهو زاحف بحري عاش قبل حوالي 70 مليون سنة. وأكدت الجمارك حينها أن المغرب مصدر هذه العينات، وأنها كانت موجهة للبيع لهواة جمع التحف، وتتراوح أسعارها بين 50 و150 أورو للسن الواحدة، فيما قد تصل قيمة جمجمة كاملة إلى آلاف الأوروهات.
وختمت الجريدة بالإشارة إلى أن الأعوام الأخيرة شهدت اكتشافات مهمة في المغرب خلال عمليات التنقيب، بحكم غنى التكوينات الجيولوجية الوطنية التي تزخر بأنواع نادرة من الأحافير، من التريلوبيتات والأسماك المتحجرة من العصر الأردوفيشي، وصولاً إلى الزواحف البحرية والديناصورات الضخمة من العصر الطباشيري.




