وتُعد تافوغالت، هذه المحمية الغابوية، والتي تجمع بين جمال الطبيعة، وعراقة الأصالة المغربية، ِوجهة مفضلة لأبناء الجالية المغربية التي تعود جذورها إلى هذه المنطقة، حيث يحرص هؤلاء في كل عام، على زيارة وطنهم الأم، مع تركيز خاص على المناطق التاريخية بالجهة الشرقية.
ولا تقتصر زياراتهم لأماكن مثل مغارة « الحمام » و« زكزل » على كونها فقط رحلات سياحية، بل هي بمثابة رحلة عودة إلى الجذور والهوية الأمازيغية الجبلية، حيث عبَّر أحد الزوار في تصريح لـle360 بالقول: «نحن من أصول جبلية أمازيغية، وهذه الزيارات تمثل لنا فرصة ثمينة لربط الصلة بجذورنا وهويتنا الثقافية»، مشيدًا بالموقع المتوسط للمنطقة، وجوها المعتدل، وطبيعتها الخلابة، بالإضافة إلى المأكولات التقليدية الشهية كالطواجن التي تُقدم بجودة عالية، منوِّها بالتطور الملموس في البنية التحتية، من فنادق ومشاريع سياحية واعدة، مما يعزز رغبتهم في العودة إليها.
ولا يقتصر الإعجاب بتافوغالت على الزوار، بل يمتد ليشمل المستثمرين الذين يرون في الجهة الشرقية إمكانيات واعدة، حيث دعا مستثمر مغربي يقيم في فرنسا منذ ستين عاما، يدعى أحمد، وهو صاحب مشروع سياحي عبارة عن مسبح ومطعم، إلى إعادة النظر في استغلال إمكانيات المنطقة، مؤكدًا على حاجتها الماسة للمشاريع التنموية، مشيرا إلى أنه ورغم التحسن في البنية التحتية للطرق، إلا أن السياحة في مناطق مثل السعيدية تقتصر على موسم الصيف، مما يعني استفادة محدودة على مدار العام.
وأكد أحمد في تصريحه للموقع، أن «هناك شباب كثيرون يفكرون في الهجرة، لكنني أؤمن بأن في جهة الشرق إمكانيات كبيرة، فقط نحتاج إلى الدعم والتشجيع».
وأوضح أحد أبناء المنطقة، أنه منذ السبعينيات شهدت تافوغالت تحولا جذريا، مبينا أنه اختار «الاستقرار في تافوغالت منذ عام 1975، وكانت حينها منطقة منسية»، مضيفا أن المنطقة تزخر اليوم بدور الضيافة، والمشاتل، والطرق المعبدة، معتبرا أن الدعوة لا تزال موجهة لوزارة السياحة لتقديم دعم أكبر، حيث يعتقد أن «الجهة الشرقية تستحق ميزانية خاصة واهتماما أكبر، تماما كما تحظى به مناطق مثل مراكش وأكادير».




