خبير فلاحي يكشف تاريخ وخصائص ومميزات أكباش «المارينوس» المستوردة من إسبانيا

في 18/06/2023 على الساعة 10:00, تحديث بتاريخ 18/06/2023 على الساعة 10:00

تساؤلات كثيرة ملؤها الحيرة والتردد يطرحها المغاربة هذه الأيام بشأن سلالة الكبش الذي سيختارونه للذبح بمناسبة عيد الأضحى، خاصة مع تواجد أكباش جديدة في الأسواق مستوردة إلى جانب السلالات المحلية... فما هي مميزات وخصائص أكباش « المارينوس » المستوردة من إسبانيا؟


بخلاف ما قد يعتقده الكثير من المغاربة، فليست هذه أول مرة تستورد فيها المملكة الأكباش من الخارج، خاصة من إسبانيا وفرنسا. غير أن الفرق هذه المرة يكمن في مسألتين.

لماذا استورد المغرب مليون رأس؟

ينحر المغاربة أكثر من 5 ملايين أضحية في يوم واحد، لذلك اتجهت الحكومة إلى استيراد نحو مليون رأس من الأغنام من إسبانيا والبرتغال ورومانيا، بسبب النقص الحاد في الأغنام نتيجة توالي الجفاف وقلة التساقطات المطرية.

ويرى الخبير الفلاحي رياض وحتيتا، أن العرض المحلي سيغطي الطلب، غير أن اللجوء إلى الاستيراد سيمكن من التحسب للخصاص الذي يمكن أن يسجل في السوق بعد عيد الأضحى.

وقال هذا الخبير، في تصريح لـLe360، إن العرض من رؤوس الأغنام الموجهة للذبح في عيد الأضحى يقدر بحوالي 6,5 مليون رأس، في حين أن الطلب يقدر بحوالي 5,5 مليون رأس.

وبرّر وحتيتا سبب استيراد المغرب لمليون رأس من الأغنام، من جهة أولى، بالحاجة إلى توفير قطيع احتياطي لتزويد السوق الوطنية باللحوم الحمراء خلال فترة ما بعد العيد، وكذا للحفاظ على الثروة الحيوانية بالمملكة ومنحها الوقت الكافي للتوالد تحضيرا للسنة المقبلة.

ومن جهة ثانية، يضيف الخبير، يهدف الاستيراد إلى موازنة الأسعار المرتفعة الناجمة عن غلاء العلف، بيد أنه أكد أنه رغم الاستيراد فإن أسعار الأضاحي هذه السنة ستشهد ارتفاعا يصل إلى 20% مقارنة مع السنة الماضية.


«مميزات هذه السلالة تتمثل في كون جودة اللحم تمتاز بقلة الشحوم، كما تمتاز بارتفاع قيمة GMQ أي معدل الزيادة في اليوم، والتي تتراوح ما بين 80 إلى 100 غرام»

—  الخبير الفلاحي رياض وحتيتا

خصائص ومميزات سلالة المارينوس

دأب المغرب خلال السنوات الأخيرة على استيراد بعض رؤوس الأغنام من سلالة « مارينوس » بهدف تأهيل التهجين الصناعي، وفق تعبير الخبير الفلاحي رياض وحتيتا، الذي أوضح أن هذا التهجين الصناعي (Le croisement industriel) يتم عبر تزويج الفحول من هاته السلالة بالنعاج الولودة من سلالة الدمان مثلا، حيث يتم الحصول على خرفان وازنة يتم توجيهها إلى الذبح من طرف الجزار.

وحسب الخبير نفسه، فإن مميزات هذه السلالة تتمثل في كون جودة اللحم تمتاز بقلة الشحوم، كما تمتاز بارتفاع قيمة GMQ أي معدل الزيادة في اليوم، والتي تتراوح ما بين 80 إلى 100 غرام.

وعزا وحتيتا استيراد المغرب للأغنام من الأسواق الأوروبية إلى القرب الجغرافي من جهة، ثم إلى انخفاض تكلفة الإنتاج، نظرا لكون البلدان الموردة (إسبانيا والبرتغال ورومانيا) تتوفر على مساحات خضراء شاسعة ولا تعتمد على العلف أكثر من الرعي، وهو ما يعني اقتناءها بكلفة معقولة.

وردا على بعض التعليقات التي تروج عبر الانترنيت والتي تدعي بأن لحوم هذه السلالة « لا تصلح للاستهلاك »، لكون المارينوس حسبهم يتم كسبها فقط لإنتاج الصوف وبالتالي فإن لحومها لست ذات قيمة غذائية، أكد رياض وحتيتا أن الاستيراد الحيواني يمر عبر مراحل مشددة، حيث يتم اختيار الأغنام من المنشأ بعد التأكد من بياناتها الصحية، قبل إخضاعها لحجر صحي مدته 40 يوما في مزرعة مخصصة وتخضع للفحص بشكل يومي قبل تسليمها للمستورد.

تاريخ المارينوس

يعود تاريخ ظهور فصيلة أغنام مارينوس إلى عهد الفينيقين، حيث كانت تعيش في شمال إفريقيا، أي أنها كانت تعيش في الرقعة الجغرافية المغربية قبل اليوم بقرون. وتعد أكثر السلالات إنتاجا للصوف في العالم.

وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن الكسابين في عهد الدولة المرينية (1244 - 1465) هم في أدخلوا هذه السلالة من الأغنام ذات الصوف الجيدة الممتازة إلى الأندلس، وهي ما زالت تنسب إليهم إلى الآن وتعرف باسم «مَرِينُوس» «Mérinos»..

وتقول المصادر إن الإسبان ظلوا يستغلون هذه السلالة من الأغنام في البداية لإنتاج الصوف، لما تتميز به هاته السلالة من غزارة الصوف الرطب والناصع البياض. بعد ذلك شرعوا في استخدامها في التهجين الصناعي عبر تزويجها بسلالات أخرى محلية من أجل الرفع من إنتاجية اللحوم، وهو ما أدى إلى ظهور سلالة Mérinos précoce المعروفة بأحجامها الضخمة.

لماذا يفضل المغاربة السلالة المحلية؟

مع اقتراب عيد الأضحى من كل سنة، يتجدد النقاش بالمغرب حول تنوع سلالات الأغنام التي تزخر بها المملكة، حيث يدافع سكان كل منطقة عن السلالة السائدة محليا، ويمدحون خصائصها من قبيل المميزات الجمالية والقيمة الغذائية. ويمكن حصر سلالات الأغنام الأصيلة بالمغرب في خمسة أنواع هي: الصردي، تمحضيت، بن كيل، الدمان، ثم أبي الجعد أو «السلالة الصفراء».

ووفق الخبير الفلاحي رياض وحتيتا، فإن جل المغاربة يفضلون ذبح كبش من سلالة الصردي بمناسبة عيد الأضحى، لأنهم –حسبه- يهتمون بالمظهر المتمثل في الخروف السمين والأقرن والحسن الهيئة والناصع البياض وجمال الوجه ورشاقة القوام...

ويؤكد الخبير لـLe360 أن «كل السلالات المحلية هي جيدة. أما بخصوص السلالات المستوردة فهي جيدة أيضا من حيث القيمة الغذائية ولديها مؤهلات رغم أنها معدلة جينيا في المختبرات».

تحرير من طرف ميلود الشلح
في 18/06/2023 على الساعة 10:00, تحديث بتاريخ 18/06/2023 على الساعة 10:00