وطالبت النيابة العامة في جلسة الحكم على المتهم، التي جرت قبل أسبوع، بإنزال أقصى العقوبات عليه بسبب الجريمة التي اقترفها في حق الطفلة الضحية، التي لا يتعدى عمرها 12 سنة، حيث جرت متابعته بتهم « هتك عرض طفلة بالعنف وممارسة الجنس عليها من الدبر بعد التغرير بها ».
وتعود فصول هذه الجريمة الشنيعة إلى منتصف شهر يناير الماضي، حينما تقدمت شقيقة الطفلة الضحية بشكاية عاجلة لدى درك إقليم العرائش تفيد تعرض شقيقتها التي كانت تتلقى دروس دينية بالكتاب القرآني للاعتداء جنسي من قبل إمام المسجد، بعدما إكتشفت بالصدفة فحوى مراسلات هاتفية عبر تطبيق « الواتساب » بينها وبين الفقيه، الذي كان يطالب الطفلة الضحية بارسال صور « فرجها وصور لمؤخرتها » كما يحرضها على « ممارسة الجنس بطريقة شاذة » .
وعند الإستماع إلى الطفلة الضحية من قبل الضابطة القضائية التابعة لسرية الدرك بالعرائش، كشفت الأخيرة أن الإمام المتهم كان يتقرب منها، إذ يعمد إلى لمس مؤخرتها وأماكن حساسة في جسمها، قبل أن يتطور الأمر لممارسة الجنس معها بطريقة سطحية تحت العنف والتهديد خصوصا حينما طالبها إحدى المرات بإحضار بعض المصاحف التي كانت بغرفة مجاورة، حيث لحق بها وأحكم قبضته عليها وأرغمها على ممارسة الجنس بالقوة، حسب تصريحاتها.
وبناء على أمر من النيابة العامة، جرى عرض الطفلة القاصر على الفحص الطبي بمستشفى لالة مريم بالعرائش وعلى طبيبة مختصة بذات المدينة، وأكدت جميع الفحوصات التي أجريت لها تعرضها لإعتداء جنسي.
وعقب الاستماع إلى إمام المسجد المتهم، أنكر في البداية أمام الضابطة القضائية كل الإتهامات الموجهة اليه، قبل أن ينهار معترفا بالأفعال الإجرامية التي إرتكبها، موردا أن « الطفلة الضحية كانت تراوده عن نفسه غير ما مرة، بعدما سلمته رقم والدتها للمساعدة في إنجاز واجباتها المنزلية، وكانت تزوره بالمسجد ». وتابع المتهم مؤكدا أنه « خلال شهر يناير الماضي بعد نهاية الحصة الدراسية بالمسجد، قامت الطفلة الضحية بنزع سروالها برضاها ومارس عليها الجنس »، مشيرا أنه « لم يكن يهددها أبدا ».
وعقب إنتهاء البحث التمهيدي، أمرت النيابة العامة إيداع المتهم السجن على ذمة التحقيق إلى غاية مثوله أمام قاضي التحقيق منتصف شهر فبراير الماضي، ليتقرر إجراء مواجهة بينه وبين الطفلة القاصر بحضور أسرتها شهر مارس الماضي، قبل أن يحال على غرفة الجنايات بطنجة في حالة إعتقال بناءً على مقتضيات المادتين 2018 و 221 من القانون الجنائي.