وتعرف المحطة ضعف البنية التحتية والخدمات المقدمة للمسافرين والمهنيين، إضافة إلى تراكم الأزبال والتلوث والإزعاج الناجم عن حركة الحافلات والسيارات في المناطق المحاذية للمحطات، مما يسبب تنامي الجرائم والمخاطر الأمنية، خاصة في الفترات الليلية، فالمتوجه للمحطة الطرقية بوجدة، تعتريه صدمة وهو يرى واجهتها التي تم إصلاحها، فيما تعم داخلها فوضى وعدم احترام والتزام أصحاب وكالات الأسفار بأماكنهم المخصصة، وكذا تواجد قاعة انتظار لا ترقى لطموح وراحة المسافرين، أو تليق بمدينة وجدة، إضافة إلى أن المنطقة المخصصة لوقوف الحافلات تعرف إهمالا تاما.
وفي تصريحات متفرقة، أعرب عدد من مواطني مدينة وجدة عن استيائهم وقلقهم من الوضعية المزرية التي تعرفها المحطة الطرقية بوجدة، والتي تعتبر نقطة انطلاق ووصول لآلاف المسافرين يوميا، حيث تفتقر إلى أدنى شروط الراحة والأمن والنظافة، فالمرافق الصحية متهالكة وغير كافية، وبعض الحافلات غير ملتزمة بالتوقيتات والمسارات المحددة.
وعبر عزيز الكرماط، الفاعل الجمعوي والمهتم بالشأن المحلي، عن أسفه عن الوضع المتردي الذي ترزح تحته المحطة الطرقية بوجدة، وقال: « تدبير المحطة في الأصل هو اختصاص جماعي، والذي في بعض الأحيان يتم تفويضه للخواص، لكن مع الأسف فإن الأمور غالبا لا تتجه في الاتجاه الصحيح، سواء من حيث الاستقبال، أو من حيث الخدمات والنظافة ».
وأضاف الكرماط في تصريح لـle360 أنه « من الضروري اليوم التفكير في طريقة تحوِّل المحطات الطرقية إلى فضاء ليس للنقل فقط، ولكن للتسوق، وواجهة جذابة، مثل ما هو الحال عليه بالنسبة إلى محطة الرباط، والتي تعتبر من محطات الجيل الجديد، إذ أصبحت نموذج للمغرب الذي أضحى يستقبل ملتقيات دولية كبيرة.. ».
وأضاف هذا الفاعل الجمعوي أنه « لا بد من بذل مجهود من طرف الحكومة لتجعل المحطات الطرقية هي أول واجهة لاستقبال الأجنبي على المدينة، سواء كان مغربيا، أو كان سائحا من خارج الوطن، وتحويلها إلى فضاء يعبر على تاريخ وتراث المدينة ».
بدوره، اعتبر الفاعل المدني جمال حدادي، في تصريح للموقع، أن المحطة الطرقية لمدينة وجدة باتت « بؤرة تنتشر فيها جميع أشكال اللانظام والفوضى، والممارسات المشينة للمدينة »، مضيفا أنه يضع نفسه دائما مكان شخص يأتي لأول مرة إلى وجدة، وسيرى كل شيء قبيح في ذلك المكان، بحيث سيلقى المتشردين والأوساخ ».
وبين حدادي بعض الممارسات المقلقة لراحة المسافرين تتمثل حسبه في اعتراض بائعي تذاكر الحافلات للمسافرين في باب المحطة، مضيفا أنه رفع شكاية بأحدهم، لكن لم يتم التفاعل مع شكايته من طرف أمن المحطة بشكل جدي، مؤكدا على أن هذه التصرفات هي من أخطر ما يعترض المقبل أو المغادر للمدينة، لذلك وجب العمل على أن تكون للمحطة الطرقية « بصمة إيجابية تخلق انطباعا جيدا لمستعمليها ».