يتعلق الأمر ببلال ومحمد قيسي وعبد العالي مشيور وإسماعيل سنابي. والقاسم المشترك بينهم هو أنهم من أصل مغربي -ثلاثة منهم يحملون الجنسية الفرنسية والرابع لديه تصريح إقامة في فرنسا. إنهم مقاولون أو تجار أو مستخدمون محترمون وأرباب عائلات يحبون وطنهم الأصلي، حيث يعودون لقضاء إجازاتهم كل صيف. لكن ما كان من المفترض أن تتحول رحلة بحرية بواسطة دراجة «جيت سكي» في السعيدية، على الحدود مع الجزائر، إلى كابوس بالنسبة لهم ولعائلاتهم وأقاربهم. جريرتهم أنهم تاهوا مع حلول ليلة الثلاثاء 29 غشت في المياه الإقليمية الجزائرية، ليطلق جيش «الجار» النار عليهم، دون سابق إنذار، وفي وقت كان من الواضح أن المدنيين في ورطة. الحصيلة: سقط بلال قيسي وعبد العالي مشيور تحت نيران جزائرية كثيفة، فيما نجا محمد قيسي بأعجوبة وتمكن من العودة إلى السعيدية. أما عبد العالي مشيور فلازال محتجزا في الجزائر. من هم هؤلاء الشباب؟
بلال ومحمد قيسي: قصة عائلة
بلال قيسي، المولود في فرنسا وعمره 29 عاما، هو الصورة النموذجية لشاب لطيف وجاد. تاجر، متزوج وأب لطفلين (فتاة تبلغ من العمر عامين وأخرى لا تزال طفلة تبلغ من العمر شهرين)، هو الأصغر في عائلة مكونة من 8 أفراد (خمس أخوات وثلاثة إخوة). «لقد ولدنا في فوجور، وهي بلدة فرنسية تقع في مقاطعة سين سان دوني، في منطقة إيل دو فرانس»، يوضح محمد قيسي، الناجي الوحيد الذي عاد مما وصفه بـ«عملية القنص».
ولد محمد قيسي عام 1990، ويعمل لدى شركة فيديكس، وهي شركة متعددة الجنسيات للتوصيل والبريد السريع وعمليات الشحن، تعمل، من بين أماكن أخرى، انطلاقا من مطارات باريس. وهو أيضا أب لابنتين تبلغان من العمر 4 و6 سنوات على التوالي. وكانت لدى الأخوين علاقات قوية مع عائلتيهما بالمغرب، حيث كانا يزورانها مرتين على الأقل في السنة. وهما أيضا أبناء عمومة مع عبد الكريم قيسي، الممثل والملاكم البلجيكي-المغربي، المعروف لدى عامة الناس بأدواره الشريرة في بعض أفلام جان كلود فان دام. سنتذكر بشكل خاص تقمصه لشخصية تونغ بو في فيلم «ركلة ملاكم» (Kickboxer)، وهو فيلم حركة مشهور أنتح في سنوات الثمانينيات، إلى جانب شخصية فان دام نفسه.
وعلى فايسبوك -تم حذف المنشور في ما بعد- لم يخف عبد الكريم قيسي غضبه على إثر فقدان ابن عمه الصغير. وهي ليست حالة فريدة من نوعها في عائلته، حيث «قتل العديد من أفراد عائلته على يد شرطة الحدود الجزائرية». والسبب هو أن قريته تقع «للأسف» بالقرب من الحدود. وقال في هذا المنشور: «لقد دفعت عائلتي وما زالت تدفع ثمناً باهظا بسبب هذه الكراهية».
عبد العالي مشيور: عائلته تطالب بجثته
ضحية أخرى اغتيل في هذه العملية. يتعلق الأمر بعبد العالي مشيور، يبلغ من العمر قيد حياته 40 عاما. ينحدر من وجدة، وصل إلى فرنسا عندما كان عمره 10 سنوات. حاصل على تصريح إقامة في فرنسا، وكان يعمل تاجرا في سوق مونتفيرميل، في سين سان دوني. عبد العالي مشيور لديه طفل اسمه أسامة، عمره 5 سنوات. «كل ما نريده هو أن نتمكن من استعادة جثته لندفنه بكرامة. ولا تزال السلطات الجزائرية تتلكأ في الرد. في انتظار ذلك، يعيش والده ووالدته حالة من الحزن لدرجة أن حياتهما في خطر، ولا يتحملان البقاء دون أخبار عن رفات ابنهما، ويؤلمهما تصرفات الجار بشأن إمكانية إعادته إلى وطنه»، يوضح حماد قيسي، أحد أفراد الأسرة.
إسماعيل سنابي: مصير مجهول
تم أسر إسماعيل سنابي، البالغ من العمر 33 عاما، ولا يزال رهن الاحتجاز لدى السلطات الجزائرية. مراقب تقني، متزوج من جزائرية وله ثلاثة أطفال عمرهم 8 سنوات وأكبرهم 6 سنوات بالإضافة إلى رضيع. يقول أقاربه إنهم ليس لديهم أي أخبار عنه. وأكد حماد أنه «بمجرد إلقاء القبض عليه، اتهم باستلام دراجة جيت سكي مسروقة قبل الاشتباه به في تهريب الحشيش. وحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر وتم تكليف محام للدفاع عنه. يلبس فقط سروالا قصيرا وما زلنا لا نستطيع الاتصال به، حتى لو فقط لنرسل له بعض الملابس».