في معاينةٍ ميدانية لـ le360 بالعديد من مكتبات الأحباس يُسجّل المتتبّع إلى شبه ركوض من ناحية بيع الكتب الثقافية، إذْ رغم « الدخول الثقافي » بعض المكتبات التي تبيع المؤلفات الأدبية والفنية والفكرية والقانونية قد لا تبيع مؤلّفاً واحداً في اليوم الواحد. ورغم جودة العناوين الأصيلة بعددٍ من مكتبات « الحبوس » إلاّ أنّ الوضعية الاقتصادية، لأنّ صناعة الكتاب في العالم تعرف تطوّراً كبيراً، بما يجعلها تنعكس إيجاباً على دور النشر في المغرب.
في تصريحه الخاصّ، يرى الناشر بسام الكردي أنّ صناعة الكتاب في المغرب تعرف تصاعداً كبيراً من حيث الصناعة، إذْ أنّ مختلف دور النشر بالعالم العربي باتت تعرف كتبها صناعة جيدة والمعتمدة في أساسها على ورق ممتاز يساير جماليات الكتاب في العالم ككل. ويرى الناشر الذي ينشر مجمل مؤلفات عبد الله الروي وعبد الله بوصوف ومحمد نور الدين أفاية وعبد الإله بلقزيز، أنّه إذا كانت الصناعة تسير نحو مستقبل مزدهر، فإنّ وضعية الناشر هشّة وتشوبها العديد من العوامل التي تجعلها صعبة ومرهقة ومخيفة. ويعتبر بسام الكردي الذي قضى في النشر حوالي 45 سنة بأنّ الوضع الآن أصبح مربكاً قليلاً، خاصّة فترة كورونا التي زادت من تفاقم هشاشة الكتاب بالعالم العربي وتراجع بيعه وانتشاره مقارنة بسنوات خلت.
يرى الناشر بأنّ الكتاب الإلكتروني المُقرصن المجاني يضاعف من وضعية هذه الهشاشة الاقتصادية التي تجعل الناس تبحث عن الكتب في الإنترنيت بدل التوجّه إلى المكتبات العامّة. وهذا النوع من الانتشار الثقافي ساهم في تأزيم وضعية الناشر وجعلها المهنة تتأثّر بهذه السلوكات التي تدحض مجهودات الكُتّاب والناشر على حدّ سواء. ويعتبر بسام الكردي بأنّ عامل التنشئة الاجتماعية وعدم تربية الناس على فعل القراءة يُساهم في تأزيم هذه الوضعية، بحكم عدم تربية الناس لأطفالها على حبّ القراءة منذ الصغر يزيد من ارتباك هذه الوضعية بالعالم العربي ككل.
