ربورتاج: في أجواء مهيبة يطبعها الخشوع.. طنجة تودع الفنان محسن جمال إلى مثواه الأخير

طنجة تودع الفنان محسن جمال إلى مثواه الأخير

في 22/04/2025 على الساعة 10:03

فيديوفي مشهد جنائزي مهيب، اتشحت مدينة طنجة بالحزن، عصر يوم الإثنين 21 أبريل 2025، وهي تودع واحدا من أعمدة الأغنية المغربية، الفنان الراحل محسن جمال، الذي وافته المنية صباح الاثنين بإحدى المصحات الخاصة بالمدينة عن عمر ناهز 77 عاما.

ووسط أجواء يسودها الخشوع والتأثر، انطلق موكب الجنازة من منزل الراحل بحي كاليفورنيا، حيث رافقه جمع من أفراد عائلته ومحبيه إلى مسجد الجبل الكبير، حيث أقيمت عليه صلاتا العصر والجنازة، قبل أن يُوارى جثمانه الثرى بمقبرة سيدي أعمر بالجبل الكبير.

وعلى الرغم من صمت المدينة وهدوء الحضور، كانت المشاعر تنطق حزناً، إذ بدا التأثر جلياً على وجوه الحاضرين، خاصة ابنه وابنته وأفراد أسرته، الذين ودعوا الفقيد بدموع الحزن والدعاء الصامت. أما محبوه، فقد وقفوا بخشوع أمام قبره، يستعيدون لحظات من زمن الفن الجميل، الذي ساهم الراحل في تشكيل ملامحه.

وتميزت الجنازة بحضور فني محدود، حيث شارك في تشييع الراحل كل من الفنان نعمان لحلو، والممثل عبد الكبير الركاكنة، والفنان عبدو الشريف، ورشيد برياح، وعبد الغالي الغاوي، فيما خيم الغياب اللافت لعدد من الفنانين والممثلين المنتمين إلى مدينة طنجة، وهو ما أثار استياء بعض الحاضرين الذين اعتبروا أن فنانا في مقام محسن جمال كان يستحق وداعا يليق بعطائه الكبير.

ويُعد الفنان محسن جمال من جيل الرواد الذين طبعوا الأغنية المغربية بطابع خاص، من خلال مسيرة فنية انطلقت في أواخر سبعينيات القرن الماضي، حيث بدأ مشواره بالإذاعة الوطنية، مستلهما من رواد الطرب العربي كـمحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش. وقد استطاع أن يرسخ اسمه في ذاكرة الجمهور المغربي بأغان خالدة مثل: « الزين فالثلاثين »، و »أكيد أكيد »، و »عيونك قالو لي »، و »هادي سنين »، وغيرها.

وساهم الراحل في تطوير الأغنية المغربية الكلاسيكية من خلال دمج الإيقاعات التراثية بأساليب موسيقية عصرية، وتعاون خلال مسيرته مع أسماء بارزة في الساحة الفنية المغربية، من بينها عبد الوهاب الدكالي، وعبد الهادي بلخياط، ومحمد الحياني، ونعيمة سميح، ولطيفة رأفت، كما اشتغل مع ملحنين كبار أمثال عبد السلام عامر وعبد الرحيم السقاط.

تحرير من طرف سعيد قدري
في 22/04/2025 على الساعة 10:03