وأوردت يومية « الصباح » في عددها لنهاية الأسبوع أن مصالح الشرطة فكت لغز اختطاف الضحية بتنسيق مع مصالح مديرية مراقبة التراب الوطني، إذ لملمت أسرار الجريمة الغامضة في أقل من أسبوع واهتدت إلى الفاعل الرئيسي، ويتعلق الأمر بمافيوزي مطلوب للعدالة بفرنسا في قضايا عنف واتجار في المخدرات، إضافة إلى خمسة من المتهمين، كل حسب نسبة تورطه في الجريمة أو ضلوعه في الانتماء إلى شبكة إجرامية.
وأضافت الجريدة أن المشتبه فيه عمد إلى محاولة إخفاء آثار الجريمة بعد التخلص من أشلاء جثة الضحية ليلا بمجرى النهر اعتقادا منه أن عدم العثور على الجثة سيفلته من العقاب، إلا أن الأبحاث العلمية التي رافقت تحقيقات عناصر الشرطة القضائية، فضحت كل المسارات التي قطعها المشكوك فيه، بدءا من ساعة الاختطاف، وانتهاء بمختلف المسارات التي تنقل عبرها بين البيضاء والمحمدية والمنصورية والرباط.
وأكد المصدر ذاته أن الآثار والأدلة الجنائية المرصودة بمنزله في المنصورية بضاحية المحمدية، لم تترك له مجالا لنفي المنسوب إليه أو إنكار تفاصيل التعذيب الذي مارسه في حق الضحية، انتقاما منه بسبب حسابات بعضها مرتبط بسلوكات الضحية نفسه، وأخرى ناجمة عن صراعات بأوروبا جمعته مع تجار العملة وعصابات ترويج المخدرات.
والضحية، وفق مصادر متطابقة تقول الصحيفة، معروف بسلوكات العنف وله سوابق قضائية، إذ سبق أن أدين من أجل سرقة ساعة ثمينة من ملهى ليلي، كما له خلافات مع العديد من الصيارفة المتاجرين في العملة الصعبة داخل الوطن وخارجه إضافة إلى حسابات تتعلق بابتزاز تجار المخدرات.
واختطف الضحية في 8 فبراير الجاري من قبل أشخاص كانوا على متن سيارة رباعية الدفع، وتم التعرف على واحد منهم، إذ يتعلق الأمر بفرنسي من أصل مغربي، ما كان موضوع الشكاية الأولى، التي أنيط فيها البحث بفرقة الشرطة القضائية لولاية الأمن لتشرع في أبحاثها.
واهتدت فرقة الشرطة إلى أن الاختطاف سبقه شجار عنيف احتضنه ملهى ليلي بكورنيش البيضاء، يطلق عليه (س.ب)، نشب بين الضحية وأحد خصومه حول مبلغ مالي، كما حددت هوية أحد المختطفين ويتعلق الأمر بفرنسي من أصل مغربي، هارب من العدالة بفرنسا ومعروف في مجال الاتجار فى المخدرات.
واتسعت الرقعة الجغرافية للجريمة بأن نقل المخطوف إلى المنصورية وهناك تعرض للتعذيب في منزل يعود للمشتبه فيه الرئيسي، كما تم وضعه في حاوية والتنكيل به إلى أن فارق الحياة، ليفكر المتهم الرئيسي وشركاؤه بعد ذلك في تقطيع جثته إلى أشلاء ووضعها في أكياس بلاستيكية ونقلها بعيدا إلى حيث رميت ليلا في نهر ضواحي الرباط.
وانتقلت عناصر الشرطة القضائية بتنسيق مع النيابة العامة المختصة إلى ضفاف النهر حيث بوشرت أبحاث ميدانية وعملية تمشيط، وتم تكليف عناصر من الوقاية المدنية والغطاسين بالبحث عن أشلاء الجثة.
واتضح أن المتهمين عمدوا إلى محاولة إخفاء جريمتهم بتنظيف المنزل والحاوية التي وضع فيها الهالك أثناء تعذيبه، ناهيك عن تورط منظف السيارة التي استغلت في نقل أشلاء الجثة والاختطاف.
التيربو يكشف تفاصيل التصفية
من جانبها، كتبت يومية « الاخبار » في عددها لنهاية الأسبوع الجاري، نقلا عن مصادر وصفتها بالمقربة من الضحية، أن الأجهزة الأمنية والتقنية المختصة بولاية أمن الدار البيضاء، تواصل بتنسيق مع نظيرتها بالرباط، عمليات البحث عن بقايا جثمان زوج الفنانة ريم فكري، الذي تعرض للقتل والتعذيب من طرف شبكة يتزعمها الملقب بـ«Turbo» وخمسة من معاونيه وشركائه المحتملين في تنفيذ هذه الجريمة البشعة، التي هزت الرأي العام الوطني منذ الأسبوع الماضي.
وأضافت الجريدة أنه ما زالـت فرق الإنقاذ تبحث عن بقايا جثمان الهالك بأحد أنهار الرباط، حيث اعترف المتهم الرئيسي الموقوف بأنه تخلص منها بواد بضواحي العاصمة الرباط، بعد تعريض الضحية للتعذيب والتصفية.
وأفادت المصادر نفسها، حسب خبر الجريدة، بأن من بين الموقوفين صاحب محل لغسل السيارات «لافاج» ومستخدما بالمحل نفسه بتهمة إخفاء آثار الجريمة بعد قبول تنظيف السيارة رباعية الدفع، التي يرجح أنها استعملت في اختطاف الضحية ونقله إلى ضواحي الرباط حيث تم رميه، ما يجعلهما يواجهان تهمة عدم التبليغ والمشاركة.