وسط أجواء من الحزن والدموع، ودع السكان شققهم، التي شكلت جزء كبيرا من حياتهم وذكرياتهم.
وجاء قرار الهدم بعد أن صنفت جماعة الدار البيضاء العمارة ضمن المباني الآيلة للسقوط، مما استدعى إخلاء السكان خلال مهلة شهر واحد، في إطار مشروع إعادة الإيواء.
جماعة الدار البيضاء تنفذ قرار هدم واحدة من أقدم عمارات حي العنق
وبحسب ما أفاد به بعض السكان، تبلغ قيمة الشقق الجديدة 30 مليون سنتيم. سيساهم السكان بمبلغ 10 ملايين سنتيم، فيما تغطي الدولة 20 مليون سنتيم لفائدة غير المالكين لعقارات أخرى.
ويضم المبنى 50 شقة، حيث كان يدفع سكانه إيجارات رمزية تتراوح بين 40 إلى 60 درهما شهريا.
وأعرب سكان، في تصريحات متفرقة لـLe360، عن مخاوف تتعلق ببعد المناطق الجديدة عن أماكن عملهم ومدارس أبنائهم، بينما اعتبر آخرون أن الانتقال إلى سكن مملوك لهم يشكل استقرارا على المدى الطويل.
وقال نور الدين، وهو أحد القاطنين، إن «قرار الإفراغ جاء بشكل مفاجئ، حيث تم إبلاغنا بأنه أمامنا شهر واحد فقط لمغادرة شققنا. أخبرونا بأننا سنحصل على شقق جديدة في إطار إعادة الإيواء، لكن علينا دفع 10 ملايين سنتيم، لم أكن مستعدا لهذا التغيير المفاجئ، الذي لم أتقبله بسهولة، ولكن ليس أمامنا خيار آخر».
وأضاف، قائلا: «عشنا في هذه العمارة لأكثر من 60 عاما، سكنها آباؤنا من قبلنا، والآن نجد أنفسنا مضطرين لمغادرتها. صحيح أن الشقق الجديدة ستكون ملكا لنا، لكنها في مناطق بعيدة مثل الرحمة وبوسكورة، مما يزيد من معاناة البعض، خاصة الذين يعملون في وسط المدينة».
من جهته، تحدث مصطفى، وهو من السكان، عن قلقه من تأثيرات الانتقال إلى مناطق بعيدة، خاصة بالنسبة للعاملين والطلبة، مؤكدا أن قربهم الحالي من البحر ومكان عملهم يمثل عاملا مهما في حياتهم اليومية.




