وسلطت يومية « الأحداث المغربية » في عددها الصادر يوم الجمعة 24 نونبر 2023، الضوء على هذا الموضوع، مشيرة إلى أن هدف الحملة يتمثل في حماية الأطفال والشباب من مخاطر العالم الافتراضي، ويسهر على تنظيمها المركز المغربي للأبحاث متعددة التقنيات والابتكار، والذي نظم ورشة لفائدة الصحافيين، بهدف تعزيز وتقوية قدرات العاملين في الصحافة والإعلام، في مجال محاربة العنف السيبراني والتحرش الإلكتروني، بشراكة مع مجلس أوروبا، ووزارة الاقتصاد الرقمي، وفضاء مغرب الثقة السيبرانية.
وبينت اليومية أن بنطالب أكد على أن الحملة التحسيسية، ستركز هذه السنة على المدرسين والصحافيين، باعتبارهم القناة الأساسية لإيصال المعلومات المتعلقة بالوقاية من التحرش والعنف الإلكتروني إلى الأطفال والأسر، مشددا على ضرورة تحسيس الأطفال والشباب على الاستعمال الآمن للأنترنيت، ومخاطر التكنولوجيا، خاصة وأن الآباء لا يستعملون آلية المراقبة، وهو ما ستعمل الحملة عليه، عبر تأطيرهم في إطار ورشات تكوينية.
وتشير الأرقام، التي تم تقديمها بهذه المناسبة، إلى أن 5 من 10 من الآباء لا يعرفون كيف يتصرفون حين يتعرض أبناؤهم للتحرش، وأن إشكالية التدخل والمصاحبة في حالة كان الطفل ضحية للتحرش تطرح بإلحاح، حيث عمل المركز على إحداث منصة من أجل الإبلاغ عن التحرش لفائدة الأطفال والشباب، يتم من خلالها تجميع المعلومات والمعطيات عبر مصاحبة دولية، من أجل الإبلاغ عن الاختراقات على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي.
ودعا بنطالب إلى أهمية وضرورة التبليغ عن الصور والفيديوهات المتعلقة بالاعتداءات الجنسية على الأطفال، والتي يتم نشرها على الأنترنيت والإبلاغ عن العنف الالكتروني والتحرش ضد الأطفال في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أكد المتحدث نفسه على أن المركز وبشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بصدد إنجاز دليل إرشادات موجه للمدرسين، من أجل تقوية قدرات الأساتذة في مجال محاربة العنف والتحرش الرقمي في الوسط المدرسي، سيرى النور مطلع سنة 2024.
وفي هذا السياق، أوردت اليومية في مقالها أن رئيسة مكتب مجلس أوروبا بالمغرب، كارمن كوميز، أكدت على أن الموجة الجديدة للتكنولوجيا واستعمال وسائل الذكاء الاصطناعي، طرحت إشكالية استعمال الحق في حرية التعبير، في ظل السهولة في الولوج للمعلومات، من خلال منصات غير محدودة، مضيفة أن هذه السهولة، خاصة على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي، جعلت الإعلام التقليدي يواجه تحديات سواء على مستوى الإخبار، أو سهولة الوصول إلى المعلومة، وهو ما يشكل مجالا خصبا للتحايل وترويج الأخبار الزائفة.
وفي المقابل، أوضحت المسؤولة الأوروبية أن حماية حقوق الطفل هي في قلب اهتمامات مجلس أوروبا، وذلك منذ إطلاق برنامج « بناء أوروبا من أجل الأطفال »، سنة 2006، في إطار استراتيجيـة تروم التحسيس والتوعية باستعمال آمن للتكنولوجيا وللفضاء الرقمي من طرف الأطفال، مؤكدة أنه وبخصوص العنف الرقمي، فقد أخذ أشكالا وأبعادا خطيرة، ولا يمكن فصله عن العنف الممارس في الفضاء المدرسي، معتبرة أن التحرش الالكتروني يمكن أن يأخذ صورا متعددة، قد تبدأ على شكل استهزاء على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي، واختراق وقرصنة حسابات المواقع التواصلية، إلى سرقة الهوية، ونشر الصور والفيديوهات للضحية.
وأشارت إلى أهمية تضافر جهود الجميع من أجل محاربة هذه الظاهرة، التي تتطلب العمل على تعزيز المنظومة القانونية الدولية، مبرزة أن المغرب في هذا الباب ملتزم بالمعايير الدولية، بما في ذلك تلك المعتمدة من طرف مجلس أوروبا، وأنه يجب تكثيف حملات توعية وتحسيس الأطفال ومحيطهم، والوسط المدرسي بمخاطر استعمال غير الآمن للأنترنيت.