وحسب الخبر الذي تناولته يومية «الأخبار»، في عددها ليوم الثلاثاء 20 يونيو 2023، فقد كشف تقرير المعهد أن تحليل عينات المياه البحرية بالمنطقة أبان عن ظروف فيزيائية وكيميائية طبيعية، ولم يتم اكتشاف وجود أي أنواع من الطحالب البحرية السامة للأسماك في مكان نفوق هذه الأخيرة.
ونظرا إلى أن هذه الأبحاث لم تسفر عن أي معطيات تكشف أسباب نفوق هذه الأسماك، فقد قام المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بنقل عينات من هذه الأسماك التي عثر عليها ميتة بشاطئ خليج الداخلة إلى المركز المتخصص في علم الأمراض بطنجة، والتابع للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري لإجراء تحاليل مرضية محددة، للكشف عن أسباب موت هذه الأسماك، في المقابل كشف التقرير أن مركز المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بالداخلة سيستمر في متابعة الحالة اليومية للمنطقة التي عثر بها على الأسماك النافقة، وذلك بهدف فهم الظاهرة بشكل أفضل، كما نوه المعهد بالمبادرات المواطنة التي تنبه إلى وجود مثل هذه الظواهر، وذلك قصد التدخل السريع المصالحة ميدانيا.
يشار إلى أن عددا من ممتهني رياضة ركوب الأمواج بالنقطة الكليومترية 25 بمدينة الداخلة قد تفاجؤوا، شهر ماي الماضي، بوجود كميات كبيرة من الأسماك النافقة، والتي طفت على مياه البحر، فيما انتشرت كميات أخرى منها على مساحات شاسعة من رمال الشاطئ. وبحسب مصادر محلية، فإنه يُجهل حينها أسباب نفوق هذه الأسماك كما يجهل كذلك مصدرها، إذ لم يُعرف عنها شيء إلا بعدما طفت على سطح مياه الشاطئ، وخروج بعضها نحو الرمال بفعل الأمواج والتيارات البحرية نحو الساحل.
وكشف مهنيون في تصريحات متطابقة أن وجود أسماك نافقة فوق سطح مياه البحر، يؤدي إلى إضرار كبير بالبيئة البحرية، حيث إنها مع مرور الأيام تتحلل هذه الأسماك وتنبعث منها مادة كيميائية بفعل التفاعلات التي تحدث الأمر الذي يتسبب في طرد الأسماك الحية من تلك المنطقة التي توجد فيها الأسماك النافقة، حيث لا تصلها الأسماك إلا بعد مدة طويلة جدا.
وبصدور تقرير المعهد البحثي، والذي كشف عن جودة مياه خليج الداخلة فيزيائيا وكيميائيا، يكون ذلك تبرئة ضمنية للوحدات السياحية والمصانع المحاذية للخليج، حيث كانت أصابع الاتهام تتجه نحوها، قبل أسابيع، حيث يربط الكثيرون نفوق هذه الأسماك بتخلص هذه الوحدات والمصانع من نفاياتها السائلة في البحر، بينما يظل الاحتمال الثاني القائل إن مصدر هذه الأسماك الميتة قد يكون مراكب الصيد، والتي تتخلص من بعض الأنواع السمكية التي تعلق بشباك الصيد ما زال قائما، والتي يمنع عليها صيدها.