وفي هذا السياق، وبعد مرور سنة على هذه الجريمة البشعة، والتي وصفها خبراء في القانون الدولي بأنها جريمة ضد الإنسانية، قامت كاميرا Le360، باكتشاف مسار رحلة الموت، برفقة أحد أقارب الضحايا، وهو يحيَ قيسي.
وكشف قيسي، في تصريح لـLe360، أن الظلام الذي حلَّ بالمنطقة جعل الضحايا يستمرون في طريقهم قادمين من نواحي شاطئ «سيدي البشير» و«قابوياوا» بإقليم الناظور، موضحا أن أضواء منطقة «بورساي» دفعتهم للاعتقاد أنها أضواء «مارينا السعيدية».
وأضاف قيسي أن الضحايا تفاجؤوا بوجودهم بالمياه الإقليمية الجزائرية، حيث لم يمنحهم خفر سواحل الجزائر وقتا للعودة أو للاستدراك، فأطلق عليهم النار مباشرة، مما أدى إلى مقتل اثنين، وجرح ثالث، ونجاة رابع، مؤكدا أن الضحايا لم يتعمدوا الولوج للجزائر، ومعتبرا أنه كان حريا بعسكر الجزائر أن يقدم لهم يد المساعدة، أو على الأقل اعتقالهم والتحقيق معهم، بدل إمطارهم بوابل من الرصاص.
وتجدر الإشارة إلى أن جريمة السعيدية خلفت ضجة عالمية، بسبب بشاعتها وكون ضحاياها مواطنون عزَّل، بعضهم يحمل الجنسية الفرنسية، حيث سلطت كبريات وسائل الإعلام العالمية الضوء عليها، معتبرة أنها جريمة من جرائم الحرب.