بالصور والفيديو: القصة الكاملة لجريمة بن حمد.. شهود يروون تفاصيل صادمة عن «السفّاح المرعب»

فرق التحقيق تواصل البحث عن أدقّ خيط يؤدي بها إلى الحقيقة الكاملة

في 24/04/2025 على الساعة 18:30

فيديوعاشت مدينة بن حمد الواقعة بإقليم سطات ثلاثة أيام غير عادية بعد اكتشاف أشلاء بشرية يوم الأحد 20 أبريل 2025، داخل مرحاض عمومي بالقرب من المسجد الأعظم بوسط المدينة.

يوم الأحد 20 أبريل 2025، ما إن ارتفع أذان صلاة العصر من مئذنة المسجد الأعظم وسط مدينة بن حمد الواقعة بإقليم سطات، حتى انقلب الهدوء إلى فزع وهلع. مجموعة من المصلين اصطدمت بناظريها بتيّار دمٍ يفوح من المرحاض المجاور للمسجد. الفضول وحده لم يكن كافيا لتحريك الناس، بل رائحة غريبة وتساؤلات حائرة دفعت أحدهم لفتح أحد الأكياس.

ولم تمضِ سوى لحظات حتى شرع الجميع في الصراخ، بعضهم يهرول نحو الشارع، وآخرون تجمدوا في أماكنهم: أشلاء بشرية مقطعة، دون رأس، موضوعة بعناية داخل ثلاثة أكياس، إلى جانب مجموعة من الأسلحة البيضاء.

في لمح البصر، تحولت المدينة الهادئة، الشهيرة بلقب «عاصمة لمزاب»، إلى مسرح رعب حقيقي، استنفر الأمن والسلطات المحلية، وأُغلقت المنطقة المحيطة بالمسجد بالكامل. وحل رجال الشرطة العلمية والقضائية من سطات لدعم الفريق المحلي، ليبدأ تحقيق مضن سرعان ما كشف خيوطاً أكثر تعقيدا من المتوقع.

من شخص هادئ إلى «سفّاح مرعب»

في درب « غويدة » بحي السلامة، داهمت الشرطة منزل شخص معروف في الحي يُدعى « سعيد »، يبلغ من العمر 54 سنة. لم يكن دخيلا على الحي، بل كان تاجرا معروفا في بيع الخضر والفواكه بالجملة. لكن سلوكه تغير بشكل مثير للقلق خلال السنوات الأخيرة.

وأجمعت تصريحات المواطنين الذين قابلهم Le360، أن المشتبه فيه كان شخصا عاديا قبل أن يتغير سلوكه قبل عام ويدخل عدة مرات في خصام وجدال مع المصلين تارة ومع جيرانه تارة أخرى.

ويقول أحد جيران المشتبه فيه إنه كان « قدوة في التعامل » يوما ما، قبل أن يتحول في العام الماضي إلى شخص منعزل وذا سلوك عدواني مزمن.

وأضاف آخر: « كنا نشعر أنه موشّك على الانفجار.. كان يصرخ، يهدد، ينعزل عن الناس. حتى أنه دخل في صراعات مع المصلين. لقد انقلبت شخصيته بالكامل منذ سنة تقريباً ».

وأشار آخرون في تصريحات متفرقة لـLe360 إلى تسجيل عدة شكايات ضدّه، وأنه أُدخل مستشفى الأمراض العقلية ببرشيد مرتين، بيد أن ارتكابه لواحدة من أبشع الجرائم في تاريخ المدينة دليل قاطع على أنه لم يشفى من مرضه النفسي.

داخل البيت، عثرت الشرطة على أشلاء بشرية أخرى، وملابس ملطخة بالدماء، وأغراض يُشتبه في علاقتها بالضحايا. إحدى الأجزاء تخص وسيطا عقاريا (سمسار) في الستين من عمره، بينما الأخرى تعود لرجل أربعيني، وهو عامل عرضي وأب لطفلين.

ميولات عنيفة

المفاجأة أن المرحاض الذي وُجدت فيه الأشلاء لم يكن عشوائيا بالكامل. فحسب المعطيات الأولية، فإن سعيد نفسه كان من أشرف على بنائه قبل سنوات، وعين شخصا للإشراف عليه. ما بدا وكأنه مبادرة خيرية، تحوّل إلى مشهد لجريمة تقشعر لها الأبدان.

وتفيد التحقيقات أن المشتبه فيه شوهد لحظات قليلة قبل اكتشاف الأكياس، وهو يتجول في المنطقة مرتديا ملابس داخلية ملطخة بالدماء، ما أثار انتباه بعض السكان.

وبحسب معطيات تحصل عليها Le360 من مصادر أمنية، فإن التحريات تشير –حتى الآن- إلى تسجيل ضحيتين؛ الجثة الأولى تعود لـ« سمسار » يبلغ من العمر 60 سنة والثانية لشخص أربعيني يعمل كـ« مياوم ».

وإلى جانب المعاينات الميدانية، أخضعت الأشلاء البشرية لخبرات جينية معمّقة، اُنتِشِلت عينات من مسرح الجريمة وملابس المشتبه فيه لمقارناتها مع الحمض النووي للضحايا. وحتى يتضح دور الجاني المفترض في هذه الفصول الدموية، تواصل فرق التحقيق جمع الشهادات وتفريغ كاميرات المراقبة، باحثة عن أدقّ خيط يؤدي بها إلى الحقيقة الكاملة.

سكان المدينة في صدمة

منذ اكتشاف أولى خيوط الجريمة المروعة، صارت المدينة الصغيرة، المعروفة بهدوئها وانغلاقها، تتصدر عناوين الأخبار بوصفها « مدينة السفّاح »، وصار اسم « سعيد » يُهمس به بحذر بين الأزقة.

وإلى غاية نشر هذا الربورتاج، مازالت عناصر الشرطة تواصل البحث عن بقايا أشلاء محتملة بمنزل المشتبه فيه بدرب غويدة، وكذا في محيط منطقة المطامر، من أجل تحليل الحمض النووي ومطابقة الأدلة المادية لمعرفة الحقيقة الكاملة، وكشف ملابسات واحدة من أبشع الجرائم التي عرفتها هاته المدينة الهادئة.

وسط هذا المناخ المروع، يضع مواطنو بن حمد أياديهم على قلوبهم، متسائلين كيف انقلب جارهم العادي إلى سفاح مرعب؟ وكم من القصص المخيفة الأخرى التي قد تنكشف من خلال التحقيق؟

تحرير من طرف فاطمة الكرزابي و خليل السالك
في 24/04/2025 على الساعة 18:30