وأمام مواجهة مباشرة بمحاضر تفيد بتورطه في ملف ضخم بناء على أقوال المالي الملقب بـ«إسكوبار الصحراء»، انفجر بعيوي باكيا، قائلا بصوت مرتعش: «ما عندي علاقة بهذا الكذب.. أنا في السجن بسبب تصريحات كاذبة للمالي، الذي قدم طيلة الاستماع إليه تصريحات متناقضة».
وأضاف بعيوي، متأثرا: «بكيت مرتين في حياتي، عند وفاة والدي واليوم أمامكم من شدة الحرقة... أمي وأولادي يسألونني: واش صرفت علينا من أموال الحرام؟ كيفاش نجاوبهم؟ لأن والدي ووالدتي ربوني على تربية حسنة وما ترببتش على المخدرات».
وتأتي هذه التطورات في إطار واحدة من أكبر قضايا الفساد المالي والاتجار الدولي بالمخدرات التي عرفها المغرب في السنوات الأخيرة، حيث يتابع فيها بعيوي إلى جانب عدد من الشخصيات البارزة، من برلمانيين ورجال أعمال وموظفين عموميين، بتهم ثقيلة تشمل: التزوير، والإرشاء، وتكوين عصابة إجرامية، وتسهيل تهريب المخدرات، واستعمال وثائق مزورة، بالإضافة إلى انتهاك الحريات الفردية.
إقرأ أيضا : بورتري: من يكون عبد النبي بعيوي.. المهاجر السري الذي تحول إلى «إمبراطور جهة الشرق»؟
وتفجرت فصول هاته القضية يوم 21 دجنبر 2023، حين أحالت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية 25 شخصا على النيابة العامة، من ضمنهم 7 في حالة اعتقال و18 في حالة سراح، قبل أن يأمر قاضي التحقيق بإيداع 21 شخصا، بينهم سعيد الناصري عبد النبي بعيوي، رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن عكاشة.
ويتواصل النظر في الملف الذي يحظى بمتابعة إعلامية كثيفة، نظراً لحجم المتابعين وطبيعة التهم الموجهة إليهم، والتي تشير إلى شبكة منظمة ومعقدة عابرة للحدود، تورط فيها مسؤولون سابقون وشخصيات نافذة، في واحدة من أكثر القضايا حساسية في المغرب المعاصر.






