وفي تصريحات لـLe360، كشف عدد من سكان الجماعات المتضررة عن تفاصيل الوضع المتردي. وقالت إحدى ساكنات منطقة بن سعدون في سيدي رحال إن الانقطاع استمر لمدة أسبوع كامل دون سابق إنذار.
وأضافت أن هذا المشكل يتكرر بشكل دائم خلال فصل الصيف، خاصة وأن المنطقة تعرف كثافة سكانية وحركة سياحية كبيرة، لكن هذه السنة كان الوضع أسوأ بكثير، قائلة: «لقد انقطع عنا الماء لمدة ثلاثة أو أربعة أيام متواصلة، حتى أننا لم نر قطرة واحدة»، مؤكدة أن الأزمة شملت منطقة سيدي رحال بأكملها.
وتابعت المتحدثة نفسها: «يتم قطع الماء عن مناطق سيدي رحال على دفعات، حيث يقطع عن كل دفعة لمدة أسبوع. وقد نظمنا وقفة احتجاجية أمام مقر الجماعة فقيل لنا إن السبب يعود إلى أزمة الجفاف، وعندما قصدنا برشيد قيل لنا إن الأمر يتعلق بعطب في قنوات التوزيع. لكن في النهاية، لم يصلنا الماء إلا يوم الجمعة الماضي أي بعد أسبوع كامل من الانقطاع».
ساكنة أخرى من سيدي رحال عبرت عن غضبها من غياب التواصل: «تقدمنا بعدة شكايات لكن دون جدوى. يكتفون بإرسال إشعارات عن انقطاع ليوم واحد، لكن في الواقع يستمر لعدة أيام، وحتى عندما يعود يكون ضعيفا جدا».
في المقابل، كشف ساكن آخر أن الماء كان يطلق أحيانا في ساعات الفجر فقط: «نستيقظ لتعبئة بعض القوارير، لكن هذه المرة انقطع لثلاثة أيام متواصلة إلى غاية السبت 23 غشت».
ولم تقتصر الأزمة على سيدي رحال، إذ أوضح أحد سكان المدينة الخضراء ببوسكورة أن المشكل مرتبط أيضا بـ«تسرب في شبكة التطهير» يجري إصلاحه.
بعد توالي الشكايات وتصاعد الغضب، أوضحت الشركة الجهوية متعددة الخدمات الدار البيضاء-سطات، في تصريح لـLe360، أن الانقطاعات المسجلة في إقليم برشيد تشمل أساسا سيدي رحال، السوالم، والسوالم الطريفية.
وأرجعت الشركة هذه الاضطرابات إلى توقف محطة سيدي سعيد بن معاشو عن الاشتغال بعدما جف حقينتها بالكامل، وهو ما خلق عجزا في الصبيب.
وأضافت أنها لجأت إلى ربط استثنائي بين قنوات سد الدورات-الدار البيضاء والشبكة المحلية، غير أن التدفق يبقى محدودا مقارنة بالطلب الكبير خلال فصل الصيف الذي يتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة وتوافد المصطافين وأبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج.
وأكدت الشركة أنها أطلقت مشروعين استعجاليين، الأول يهدف إلى تعزيز الصبيب عبر ربط إضافي على خط سد الدورات-الدار البيضاء، والثاني يتعلق بزيادة القدرة التخزينية للماء في مدينة السوالم.
كما ذكرت أن أعمال ربط شبكة التوزيع بالمياه المحلاة من محطة الدار البيضاء الكبرى قد انطلقت شهر يونيو 2025، على أن تدخل الخدمة أواخر 2026 بطاقة 300 مليون متر مكعب، باستثمار يناهز 2,4 مليار درهم.
وتم إطلاق طلب عروض بهذا الخصوص بتاريخ 25 فبراير 2025. ويتعين إنجاز هذا المشروع في ظرف 15 شهرا، وفق ما تم الإعلان عنه.
ويتضمن المشروع وضع 103 كيلومترات من قنوات الجر، بأقطار تتراوح ما بين 600 و2400 ملم، إلى جانب بناء خزانين بسعتي 30 ألفا و60 ألف متر مكعب، فضلا عن إنشاء محطتي ضخ بطاقة تدفق تصل على التوالي إلى 6.000 و9.800 لتر في الثانية، بحسب ما تم التأكيد عليه.
وأشارت الشركة إلى أنه منذ بداية عملها في فاتح أكتوبر 2024، قامت بتعبئة 1.6 مليار درهم في 211 مشروعا مخصصا للماء الصالح للشرب في عام 2025.
ومن بين الإنجازات التي ذكرتها، إنشاء خزان في المنصورية بسعة 15 ألف متر مكعب، مع وجود ستة خزانات أخرى قيد الإنشاء. كما أطلقت الشركة برنامجا طارئا يشمل 28 محطة تحلية ومعالجة، منها 17 محطة دخلت الخدمة بالفعل. وتطرقت أيضا إلى مشاريع في مناطق أخرى مثل سطات، بن أحمد، دروة، وبنسليمان، والتي تهدف إلى تحسين توزيع المياه وتعزيز البنية التحتية.









