وساد ارتياح واسع في صفوف الفلاحين، الذين استبشروا خيراً بجريان الأودية، باعتبارها مؤشراً إيجابياً على تحسن آفاق الزراعة وتربية الماشية، اللتين تشكلان العمود الفقري للاقتصاد المحلي. ويعلق المهنيون آمالاً كبيرة على تحسن إنتاجية الأشجار المثمرة والمراعي خلال الموسم الحالي.
ووفق المعطيات المتوفرة، بلغ مجموع التساقطات المسجلة في الإقليم 123 ملم إلى حدود الساعة، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 110% مقارنة مع الفترة نفسها من الموسم الفلاحي الماضي، رغم أن هذا المعدل لا يزال أقل بنحو 50% من المعدل السنوي المعتاد، والمقدر بـ245 ملم. وتوزعت الأمطار بالأساس على شهور شتنبر، فبراير ومارس.
وبالرغم من هذه الانفراجة، تبرز الحاجة الملحة إلى اعتماد مقاربة مستدامة في تدبير الموارد المائية، من خلال بناء سدود تلية وخزانات صغيرة لتجميع مياه الأمطار، إلى جانب دعم الفلاحين بتقنيات حديثة ومشاريع مبتكرة لضمان الاستغلال الأمثل للمياه المتوفرة.
وتأتي هذه الأمطار كبشارة خير لإقليم جرادة، لكنها في الوقت ذاته تذكير بأهمية التخطيط المسبق والاستعداد لمواجهة تحديات التغير المناخي وضمان الأمن المائي للمنطقة مستقبلاً.




