ويرى عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية عبد الحميد بن الفاروق بأنّ الإصلاح البيداغوجي الجديد، جاء نتيجة التحوّل الذي بات يعرفه النظام التعليمي في العالم ككلّ، والذي يدفع بشكل ضمني المغرب إلى تجديد طريقته في التعليم والاستفادة من الإمكانات التي يحبل العالم اليوم.
وقال العميد، في تصريح لـle360، إنّه ابتداءً من شتنبر المقبل ستبدأ الكليات باستقبال الطلبة الجدد الذين « سيخضعون من خلال تسجيلهم للإصلاح البيداغوجي الجديد. وهو إصلاحٌ شامل يتعلّق بالإجازة والماستر والدكتوراه.
فبالنسبة للإجازة هو برمجة وحدة اللغات خاصّة في الفرنسية والإنجليزية ووحدات المهارات الحياتية والذاتية طيلة تكوين الإجازة. وبالتالي، « القطع نهائياً مع تدريس اللغات فقط في الوحدتين الأولى والثانية، بحيث لم تكُن تعطي نتائج مهمة ».
ومن الجديد أيضاً بأنّ « الحصول على الإجازة لم يعُد يقتصر على المعدّل العام للدبلوم، بل ضرورة الحصول على الإشهاد اللغوي، بحيث أنّ الطالب لا بد له أنْ يحصل على مستوى b1 في اللغتين الفرنسية والإنجليزية. إذْ لا يُمكن الحديث عن مؤسّسة جامعية لا تأخذ بعين الاعتبار هذه التحوّلات الدولية التي تعرفها الجامعات الدولية، خاصّة في مجال الرقمنة، بحيث لم يُعد بالإمكان أنْ نتصوّر تعليم بدون الأخذ بعين الاعتبار الجانب الرقمي».
أمّا نائب العميد من ناحية البحث العلمي منير السرحاني، فيرى بأنّ هذا الإصلاح سيكون بمثابة قطيعة مع مجموعة من الممارسات والسلوكات التي كانت في سلك الدكتوراه. بحيث أنّ عملية الانتقاء سيكون فيها نوعٌ من التميّز الصرامة. وسيحدث هذا الأمر في نظره « قطيعة مع تقليد يخص عدد من الأطروحات، وهناء انتماء الطالب الباحث للجامعة وللدرس الجامعي، حيث ستصبح هناك حياة جامعية معينة».
كما نصّت الضوابط في سلك الدكتوراه على الوحدات التي ينبغي رصدها من لدن الطالب والتي تُسمّى بالأنشطة القياسية وتُمثّل 180 رصيد، بحيث إنّ 150 منها تخصّ الأطروحة. ثم 30 رصيد المتبقية وتخصّ الرقمنة واللغة الإنجليزية ووحدات التي تخص الأطروحة واللغة التي يكتب الباحث بها.
أما سعاد اليازيدي، نائبة العميد في الشؤون البيداغوجية، فترى من جهتها بأنّ هذا الإصلاح سيعرف مجموعة من المسارات ابتداء من السنة الثالثة وتمتد على 13 مسار. ففي الجغرافيا نجد التهيئة والمجال والمنظومات الطبيعية، وبالنسبة للدراسات الإسلامية هناك الحكامة الأسرية وقضايا التجديد وبالنسبة للفرنسية ثمّة علوم اللغة والأدب الفرنكفوني وغيرها من التخصصات العلمية.
وإضافة إلى ذلك هناك في نظر اليازيدي ما يسمى «بمسالك التميّز التي سوف تكون في مراكز التميّز. وعندنا مسلك تم اعتماده وهو مسلك التسيير الثقافي باتداء من السنة الثالثة ». غير أنّ الجديد الذي سيعرفه هذا الإصلاح بقوّة هو عامل اللغات والمهارات الحياتية والذاتية، أنّ من الجديد أنّ مشروع نهاية الدراسة الذي كان مبرمجاً في الفصل السادس عوض بوحدات أخرى».