في عز موجة البرد.. حملة «رعاية» تصل إلى عمق العالم القروي بعمالة وجدة أنكاد

في عز موجة البرد.. حملة "رعاية" تصل إلى عمق العالم القروي بعمالة وجدة أنكاد

في 20/12/2025 على الساعة 19:00

فيديوتواصل المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بوجدة أنكاد مجهوداتها الميدانية لإنجاح حملة «رعاية 2025-2026»، التي أطلقتها الوزارة خلال الفترة الممتدة من 15 نونبر 2025، إلى غاية 30 مارس 2026، ضمن المخطط الوطني للتصدي لآثار موجات البرد.

وتأتي هذه الحملة في إطار تنزيل التوجيهات الملكية للملك محمد السادس، الرامية إلى ضمان الحق في الصحة، وتقريب الخدمات الطبية من ساكنة المناطق القروية والمتضررة من موجات البرد، حيث تشكل الجماعات القروية التابعة لعمالة وجدة أنكاد، ومن ضمنها جماعة « بني خالد »، نموذجا حيا لهذا الانخراط الفعلي، إذ يشهد المركز الصحي القروي بالمنطقة دينامية متواصلة لتقديم خدمات صحية أساسية لفائدة الساكنة، خاصة في ظل الظروف المناخية الصعبة التي تعرفها المنطقة خلال فصل الشتاء.

وانعكست هذه الجهود بشكل واضح في شهادات المواطنين المستفيدين، الذين عبروا عن ارتياحهم لمستوى الخدمات، وجودة الاستقبال والتكفل، حيث أكد اعمر الزروقي، أحد ساكنة المنطقة، أن المركز الصحي يوفر خدمات طبية في مستوى تطلعات الساكنة، مشيدا بنظافة المرفق وحسن تنظيمه، وبالمجهودات التي يبذلها الطاقم الطبي والتمريضي، خاصة في ما يتعلق بتطعيم الأطفال وتتبع وضعهم الصحي خلال موجات البرد، مضيفا أن الأدوية متوفرة، وأن المرضى المصابين بأمراض مزمنة، كداء السكري، يحظون بمتابعة منتظمة، وهو ما يعكس، حسب قوله، روح حملة “رعاية” وأهدافها الاجتماعية والإنسانية.

ومن جانبه، عبر أحد المسنين المستفيدين عن امتنانه للتدخل السريع للطاقم التمريضي بعد تعرضه لجرح على مستوى الكاحل، حيث تم تضميد الجرح والتكفل بحالته بشكل مهني، مما خفف من معاناته الصحية، مؤكدا أن هذه الخدمات تشكل سندا حقيقيا لساكنة العالم القروي، خاصة في الفترات الباردة.

أما حسناء حسيني، من دوار « لهنادزة » بجماعة « بني خالد »، فقد أبرزت الأثر الإيجابي لتحديث المركز الصحي القروي، معتبرة أن عملية التجديد أسهمت في تحسين جودة الخدمات، وتنظيم العمل داخل المؤسسة، مؤكدة أن الاستقبال الجيد وتوفر الأدوية والنصائح الصحية، خصوصا لفائدة الأطفال والنساء، يعكس حرص الوزارة على حماية صحة المواطنين في ظل التقلبات المناخية القاسية.

وفي شهادة أخرى، نوه أحد الشباب بحسن معاملة الأطر الصحية وتجاوبهم مع الساكنة في مختلف الأوقات، مشيرا إلى أن زيارته للمركز رفقة زوجته، التي تخضع لمتابعة طبية بخصوص الغدة الدرقية، مرت في ظروف جيدة، بفضل تتبع الطبيبة لحالتها الصحية، وتوفير الإرشادات الطبية اللازمة.

ومن داخل المركز الصحي القروي « بني خالد »، أكدت الدكتورة سكينة الخمسي أن الطاقم الطبي يعمل، في إطار حملة “رعاية”، على تقديم خدمات صحية متكاملة، سواء داخل المركز، أو عبر الفرق الصحية المتنقلة التي تجوب الدواوير والمناطق المجاورة، موضحة أن هذه الخدمات تشمل الاستشارات الطبية، وتوفير الأدوية بالمجان عند الحاجة، وتتبع صحة الأطفال من خلال مراقبة الوزن والتلقيح، إضافة إلى العناية بصحة النساء الحوامل وكبار السن، إلى جانب تقديم نصائح توعوية حول التغذية السليمة لتعزيز المناعة خلال فصل البرد.

وتنسجم هذه المجهودات الميدانية مع الأهداف التي سطرتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في بلاغها الرسمي، حيث تستهدف عملية “رعاية 2025-2026” 31 إقليما عبر ثماني جهات، من ضمنها جهة الشرق، بهدف ضمان استجابة صحية ملائمة لحاجيات الساكنة المتضررة من موجات البرد، عبر تعزيز خدمات القرب، وتكثيف تدخلات الوحدات الطبية المتنقلة، وتنظيم القوافل الطبية المتخصصة، مع ضمان التكفل بالحالات المستعجلة.

وتؤكد تجربة المركز الصحي القروي « بني خالد » أن حملة “رعاية” ليست إجراء ظرفيا فقط، بل ورش صحي متكامل، يجسد التزام الدولة، بمختلف مكوناتها، بحماية صحة المواطنين، وتقليص الفوارق المجالية في الولوج إلى العلاج، خاصة في الوسط القروي والمناطق المعزولة، بفضل التنسيق بين المصالح المركزية والجهوية والإقليمية، وانخراط الأطر الصحية بروح مهنية عالية ومسؤولية إنسانية.

تحرير من طرف محمد شلاي
في 20/12/2025 على الساعة 19:00