الحديقة، التي تبلغ مساحتها ثمانية هكتارات وأنشئت عام 1984، عادت اليوم في حلة جديدة لتشكل متنفسا بيئيا وفضاءً مفتوحا للترفيه والثقافة والاستجمام، متاحة مجانا أمام سكان المنطقة وزوارها.
داخل الحديقة، تتناغم نوافير المياه مع الممرات الفسيحة المصطفة بالأشجار، وتنتشر الزوايا المظللة المخصصة للقراءة ومساحات اللعب التي تعج بضحكات الأطفال. الحديقة التي تحمل اسم المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، لم تعد ذكرى من الماضي، بل عادت لتكون متنفسا حيا لسكان المنطقة.
إحدى ساكنات سيدي عثمان، قالت: «هذا الافتتاح الجديد بمثابة نسمة هواء منعشة للحي. كنا بحاجة إلى فضاء يلعب فيه أطفالنا ويجدون فيه الترفيه».
ساكن آخر يضيف: «هذه الحديقة جزء من ذاكرتنا وتاريخنا. لقد نشأنا فيها، وكلما مررنا بجانبه كنا نشعر بالأسف لرؤيته مهملا. اليوم نشهد ميلاده من جديد، وهذا ما كنا ننتظره منذ وقت طويل».
Après une année de réhabilitation, le jardin Alecso de Sidi Othmane à Casablanca, réouvre ses portes. (A.Gadrouz/Le360)
وأوضح محمد نجاري، رئيس قسم تهيئة المساحات الخضراء بشركة «كازا بيئة»، أن عملية إعادة التأهيل شملت تجهيزات متعددة: «مسار مخصص للمشي، ملاعب لكرة السلة، فضاءات للعبة البوتشي والشطرنج، إضافة إلى مسرح هواء طلق وفضاءات ألعاب للأطفال».
وأضاف قائلاً: «من بين أبرز المستجدات، أيضا، استعمال المياه العادمة المعالجة من محطة تطهير مديونة لسقي الحديقة، في خطوة صديقة للبيئة ومستدامة».
من جانبها، شددت الجمعيات المحلية على ضرورة مساهمة الجميع في الحفاظ على هذا الفضاء. وقال أحد الفاعلين الجمعويين: «هذا المنتزه ملك للسكان أولا، وليس للجماعة فقط. إذا اعتنينا به كما نعتني ببيوتنا، فسيبقى إرثا للأجيال القادمة».
بهذه التهيئة الجديدة، يجمع منتزه «الألكسو» بين الراحة والرياضة والقراءة والعروض الثقافية في الهواء الطلق، ليعكس طموح مدينة الدار البيضاء في أن تصبح مدينة أكثر خضرة وشمولية، وليشكل رمزا للأمل والتجدد لسكان سيدي عثمان والأحياء المجاورة.
