الكلاب الضالة تتسب في تسجيل 100 ألف حالة عض و33 وفاة بداء السعار

في 06/12/2025 على الساعة 20:46

كشفت وزارة الداخلية أن المغرب شهد خلال سنة 2024 تسجيل أكثر من 100 ألف حالة عضّ وخدش مرتبطة بالكلاب الضالة، إلى جانب 33 حالة وفاة بداء السعار، و432 إصابة بالأكياس المائية، و64 حالة بمرض الليشمانيا الحشوية، مؤكدا أن الوزارة عملت على تعبئة غلاف مالي يفوق 260 مليون درهم خلال الخمس سنوات الأخيرة لدعم الجماعات في جمع وإيواء وتعقيم هذه الحيوانات.

وأوضح الوزير في رد على سؤال كتابي للنائب البرلماني بمجلس المستشارين، خالد السطي أنه تم إطلاق برنامج وطني لإحداث أزيد من 20 مركزا لجمع وإيواء الحيوانات الضالة إلى حدود غشت المنصرم، من بينها مركز جهوي دخل الخدمة فعلياً بجماعة عامر بطاقة استيعابية تبلغ 600 كلب، فيما وصلت نسبة الأشغال إلى 95% في خمسة محاجز كبرى بالدار البيضاء وطنجة ومراكش وأكادير ووجدة، و30% في مركزي إفران وسيدي سليمان، بينما حصلت عشرة محاجز أخرى على الموافقة المالية، وتوجد ستة في طور الدراسة. كما تم الشروع في تجربة أول مجمع بيطري متنقل بالقنيطرة لتقديم خدمات التلقيح والعلاج والتعقيم والإيواء المؤقت خاصة في المناطق التي تفتقر لبنية تحتية ثابتة.

وتابع المصدر ذاته أن هذه المشاريع تأتي تنفيذاً للاتفاقية الإطار المبرمة سنة 2019 بين وزارات الداخلية والصحة، والمكتب الوطني للسلامة الصحية، والهيئة الوطنية للأطباء البياطرة، لاعتماد مقاربة علمية ترتكز على التعقيم الجراحي وتلقيح الحيوانات للحد من تكاثرها وضمان استقرار أعدادها. ولتعزيز هذا الإطار، يضيف المصدر ذاته، صادقت الحكومة في يوليوز 2025 على مشروع القانون 19.25 المتعلق بحماية الحيوانات الضالة والوقاية من مخاطرها، والذي يحدد مسؤوليات المتدخلين، وينصّ على إحداث مراكز للرعاية، ووضع قاعدة وطنية للمعطيات، وتنظيم التصريح بالحيوانات والحدّ من انتشارها.

واعتبارا للدور الهام الذي تقوم به مكاتب حفظ الصحة التابعة للجماعات في هذا المجال، يضيف المسؤول الوزاري، تعمل وزارة الداخلية في إطار مخطط عملها الممتد ما بين 2019 و 2025، على إنجاز برنامج يهم إحداث 130 مكتبا جماعيا لحفظ الصحة مشتركا بين الجماعات الترابية، وذلك لتدارك الخصاص المسجل بالجماعات التي لا تتوفر على هذا النوع من التجهيزات، ويشكل مجال تدبير الحيوانات الضالة، خاصة الكلاب إحدى الركائز الأساسية للبرنامج، كما سيتم دعم هذه المكاتب بعدد كبير من الأطر الطبية وشبه طبية، من بينها 130 طبيبا بيطريا الذين سَيَتَوَلَّون تدبير شؤون المراكز المخصصة لجمع ولإيواء هذه الحيوانات.

كما تُخصص سنوياً 40 مليون درهم لمعهد باستور لاقتناء اللقاحات والمصل ضد داء السعار. وتعمل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية على توزيع هذه المواد على 565 مركزا صحيا لمحاربة هذا الداء، وخاصة على المراكز المتواجدة بالمناطق القروية هذا الغلاف المالي ينضاف إلى 40 مليون درهم، التي تُخصصها الجماعات سنويا من أجل اقتناء هذه المواد الحيوية لفائدة المراكز التابعة لها والبالغ عددها 115 مركزا.

وفي جانب البحث العلمي، انطلقت في مارس 2024 تجربة تلقيح الكلاب عن طريق الفم بجهة الرباط – سلا – القنيطرة بشراكة مع معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة في إطار جهود محاربة داء السعار.

هذا وأشار لفتيت إلى أنه تم توجيه عدة دوريات من أجل حث الجماعات على إحداث وتجهيز مراكز لجمع ولإيواء الحيوانات الضالة في إطار تشاركي بين الجماعات، وفق المواصفات التقنية المعمول بها في هذا الشأن واختيار النمط الأنجع لتدبيرها وتعبئة الموارد المادية والبشرية اللازمة لتسييرها. كما تنص هذه الدوريات، بحسب الوزير، على ضرورة جمع الكلاب الضالة بصفة دائمة ومستمرة من طرف فرق تدخل مؤهلة ومزودة بالمعدات والوسائل الضرورية، مع الحرص على عدم جمع الحيوانات التي تم تعقيمها وترقيمها، وإنجاز كل العمليات المتعلقة بتدبير ظاهرة الكلاب الضالة في إطار احترام مبدأ الرفق بالحيوان، بالإضافة إلى إشراك الجمعيات المهتمة بحماية الحيوانات في احتواء هذه الظاهرة.

تحرير من طرف فاطمة الكرزابي
في 06/12/2025 على الساعة 20:46