وجدة على إيقاع الكرة قبل كأس إفريقيا.. القاعات المغطاة متنفس للشباب ورافعة للإدماج

القاعات المغطاة متنفس للشباب ورافعة للإدماج بمدينة وجدة

في 13/12/2025 على الساعة 18:31

فيديومع اقتراب انطلاق كأس الأمم الإفريقية التي يحتضنها المغرب، تعرف مدينة وجدة دينامية رياضية لافتة، تعكسها بشكل خاص القاعات المغطاة التي أصبحت فضاءات حيوية لانتعاش ممارسة الرياضة، وفي مقدمتها كرة القدم.

هذا الانتعاش المتزايد لا يرتبط فقط بالزخم الجماهيري الذي تخلقه التظاهرات القارية الكبرى، بل يجد جذوره أيضاً في مجهودات مؤسساتية وتنموية، وعلى رأسها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة وجدة أنكاد، التي أسهمت بشكل ملموس في إحداث وتجهيز بنية تحتية رياضية موجهة للشباب ومختلف فئات المجتمع.

فداخل هذه القاعات، تحولت ممارسة كرة القدم من نشاط عفوي في الأزقة والشوارع، إلى ممارسة منظمة ومؤطرة، تتيح للشباب صقل مهاراتهم في ظروف ملائمة، وهو ما اختزله اللاعب حمزة، عضو فريق إحدى أحياء مدينة وجدة، حين أكد في تصريح لـle360، أن القاعة وفرت له ولرفاقه فرصة ثمينة لممارسة كرة القدم بشكل احترافي، بعد سنوات من اللعب في الشارع وما يرافقه من هدر للطاقة والمخاطر.

وعزز هذا المعنى اللاعب آدم، الذي اعتبر في تصريح مماثل للموقع، أن هذه الفضاءات لا تساهم فقط في تطوير المهارات الرياضية، بل تساعد أيضا على تفريغ الطاقة السلبية التي يراكمها الشباب طيلة الأسبوع، في أجواء يسودها الاحترام وروح الفريق.

من جهته، أبرز المدرب خليل بوعرفة، مدرب جمعية نادي الشهاب المغربي، البعد الاجتماعي والتربوي لهذه القاعات، معتبرا إياها متنفسا حقيقيا للشباب، خاصة في نهاية الأسبوع، حيث يجدون فضاء آمنا للترويح عن النفس، بعيدا عن ضغوط الدراسة والالتزامات اليومية، مشيرا إلى أن الأجواء التي تسود المباريات داخل القاعات، مثل تلك التي احتضنتها قاعة “التقدم”، تقوم على الود والأخوة والحماس، وهو ما ينعكس إيجابا على سلوك المشاركين وانخراطهم الإيجابي في محيطهم.

ولا يقتصر دور القاعات المغطاة على فئة الشباب فقط، بل تمتد خدماتها لتشمل مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية.

وفي هذا السياق، أوضحت إلهام عبدلاوي، مديرة القاعة المغطاة « التقدم »، أن هذه المؤسسة الرياضية، التي تم افتتاحها سنة 2016 بمبادرة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبشراكة مع عدة أطراف، شُيّدت على مساحة تفوق 2000 متر مربع، وتوفر مرافق متعددة لممارسة الرياضات الجماعية، مبينة في تصريح للموقع، أنها تستقبل سنويا أزيد من 25 جمعية وناديا رياضيا، من بينها أندية تنشط في أقسام وطنية مختلفة، إضافة إلى احتضانها مدرسة رياضية تُعنى باكتشاف المواهب الناشئة وتكوينها، بما يخدم مستقبل الرياضة المحلية وربما الوطنية.

واعتبرت عبدلاوي في التصريح ذاته، أن هذه القاعات تكتسي أهمية خاصة بالنسبة للنساء والفتيات، حيث تشكل فضاءات آمنة لممارسة أنشطة بدنية متنوعة، مثل الأيروبيك، ما يجعلها متنفسا صحيا واجتماعيا لسكان الأحياء المجاورة ولساكنة مدينة وجدة عموما، مضيفة أن هذا الانفتاح يعزز البعد الشمولي للمشاريع الرياضية المدعومة تنمويا، ويجعل الرياضة رافعة حقيقية للإدماج الاجتماعي.

وفي هذا الإطار، شددت سارة عيادة، إطار بقسم العمل الاجتماعي بعمالة وجدة أنكاد، في تصريح ل le360، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أسهمت في إحداث ست قاعات مغطاة و20 ملعبا ضمن مرحلتيها الأولى والثانية، معززة بذلك العرض الرياضي المحلي، مشيرة إلى أن المرحلة الثالثة للمبادرة جاءت لتقوية هذه الدينامية، من خلال ربط الرياضة بفرص الإدماج المهني، عبر دعم مشاريع تجهيز القاعات ومواكبة الشباب للاستفادة من التكوين والتأهيل، كما هو الحال في مشروع “Tibu Africa”، الذي يفتح آفاقا جديدة أمام الشباب للاندماج في سوق الشغل عبر بوابة الرياضة.

ومع اقتراب موعد كأس الأمم الإفريقية، تبدو القاعات المغطاة بوجدة أكثر من مجرد فضاءات للعب، إذ أضحت منصات للتنمية البشرية، وحواضن للمواهب، ورافعة لتعزيز قيم الانضباط والمواطنة، في انسجام مع الرؤية الملكية التي تجعل من الرياضة أداة للتنمية الشاملة والإدماج الاجتماعي.

تحرير من طرف محمد شلاي
في 13/12/2025 على الساعة 18:31