وأبرزت يومية «الأحداث المغربية»، في عددها الصادر ليوم الخميس 3 أكتوبر 2024، أن هذا التصعيد يأتي بعد قرار الجموع العامة للطلبة بمختلف كليات الطب، ورفضهم لهذه المقترحات التي اعتبروها مجرد خطوة هدفها التشويش على الوساطة التي يقوم بها وسيط المملكة، وأن الإجراءات التي أعلنت عنها الوزارة ليس هدفها حل الأزمة القائمة، خاصة وأن مطلبهم الرئيسي فيما يخص تقليص سنوات التكوين من سبع إلى ست سنوات لازال مطلبا عالقا.
وأضافت اليومية في مقالها أنه وبخصوص هذه النقطة، انتقد أطباء المستقبل عدم الحديث عنها بشكل واضح في بلاغ الوزارة الوصية، والتي اكتفت بالتعبير عن استعدادها لشرح مضامين الإصلاح البيداغوجي الجديد، دون الإشارة إلى الصيغة التي سوف يتم اعتمادها خلال السنة السادسة والسابعة من التكوين الطبي، مشيرة إلى أن اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، اعتبرت، في بلاغ جديد لها، أن البرمجة المتجددة للامتحانات، والتي أعلنت عنها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، تمت بطريقة أحادية دون إشراك كافة الأطراف، وأن الهدف منها هو محاولة «لنسف الوساطة الحالية مع مؤسسة وسيط المملكة، التي نتشبث بها، وسيكون مصيرها كسابقاتها من الدورات».
وبخصوص النقطة الخلافية المتعلقة بالأصفار الممنوحة للطلبة المنقطعين عن الدراسة، نقل مقال الجريدة عن عضو اللجنة الوطنية لطلبة وطب الأسنان والصيدلة، تأكيده على أن الإجراء المعتمد من طرف الوزارة في ما يخص هذه النقطة، وذلك بتعويض نقطة الصفر لمن سيجتازون لأول مرة امتحانات الأسدس الثاني خلال دورة أكتوبر، وتمكينهم من دورة استثنائية خاصة بامتحانات الفصل الأول، لن تثنيهم عن مطلبهم الأساس، المتمثل في رفضهم المطلق لتقليص سنوات التكوين من سبع إلى ست سنوات، مشددا على أن الطلبة سيقاطعون دورة أكتوبر، إذ أن 99 في المائة من طلبة كلية الطب بالرباط عبروا عن رفضهم الشديد لمقترحات وزارة ميراوي.
وأضاف المصدر ذاته أن الطلبة على استعداد للتجاوب مع مختلف الوساطات، خاصة تلك التي يقوم بها وسيط المملكة، من أجل إيجاد مخرج للأزمة القائمة التي عمرت طويلا، حيث ناشدت اللجنة حكماء الوطن إلى التدخل لحل الأزمة التي عمرت طويلا، والعمل على إعادة الطلبة إلى مدرجاتهم وتداريبهم، وإنقاذ ما تبقى من التكوين الطبي.
وفي هذا الإطار، دعت الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها تجاه أزمة طلبة الطب، وإيجاد حلول ناجعة تعيد جسور الثقة، وتفادي تفاقم الأزمة، مؤكدة أن تأخير حل الأزمة يُعد استهتارا بالزمن التعليمي والتكوين لطلبة الطب، والناجم عن عدم التفاعل مع مطالبهم المشروعة، وأن فشل الحكومة في التعامل مع أزمة طلبة الطب ترتب عنه ضياع سنة دراسية بالكامل، وما نتج عنها من تكلفة ثقيلة متعددة المستويات».
هذا، وكان ما يقارب 300 طالب طب قد نظموا، ليلة الأربعاء-الخميس 25 شتنبر، اعتصاما احتجاجيا أمام كلية الطب والصيدلة بالرباط. وردّد المعتصمون شعارات مُنتقدة للحكومة، خاصة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، مُندّدين، بشكل خاص، بقرار تقليص مدة دراسة الطب من سبع إلى ست سنوات.
وكان الطلبة يعتزمون مواصلة هذا الاعتصام الليلي حتى الساعة 7:00 صباحا من يوم الخميس. وفي النهاية، لم يكن الأمر كذلك.
اعتصام طلبة الطب بالرباط مساء يوم الأربعاء 25 شتنبر2024 أمام مقر الكلية. LE360
يذكر أن هذه الخطوة التصعيدية الجديدة التي اتخذها الطلبة للضغط على الوزارة للاستجابة لمطالبهم، قد انطلقت من مدينة وجدة، حيث اعتصم طلبة الطب والصيدلة بوجدة، أمام مقر الكلية، مساء الأربعاء 18 شتنبر 2024، لمدة 12 ساعة، وذلك احتجاجا على ما اعتبروه «الآذان الصماء لوزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي».
طلبة وجدة يخوضون اعتصاما لمدة 12 ساعة. محمد شلاي
وقبلها، احتج عشرات طلبة الطب والصيدلة، السبت 7 شتنبر 2024، بجوار كلية الطب والصيدلة، وسط مدينة الدار البيضاء، وذلك بعد يومين من مقاطعتهم امتحانات استدراك الدورة الخريفية للموسم الجامعي 2023-2024.
طلبة الطب والصيدلة يحتجّون بالدار البيضاء. عبد الرحيم الطاهيري