في الوقت الذي كانت بنات عمرها ينعمن بالدفء في أحضان أسرهن، دفع شظف العيش بفاطمة إلى مغادرة حضن الأسرة باكرا، حيث أخرجها والدها من حجرة الدراسة ليلقي بها في سوق العمل وهي في سن الثانية عشرة.
اشتغلت فاطمة في بيت سيدة لها طفلين صغيرين، كانت تأمل أن تجد لديها الحنان والعطف الذي حرمتها منه الظروف لكنها تعرضت لوابل من الإهانات، والسب والضرب بشكل يومي لمدة عامين، وفق ما تحكيه الشابة التي تبلغ من العمر اليوم 17 سنة.
وعن ظروف الاشتغال كخادمة، كشفت فاطمة أن مشغلتها "تعهد إليها بأعمال شاقة جدا، وفي أوقات متأخرة من الليل"، رغم أن سنّها لا يسمح بذلك، وبعد مرور عامين نفد صبرها واضطرت إلى البحث عن فرصة عمل جديدة، وباتت تنتقل من بيت إلى آخر لتعول أسرتها وتحفظ ماء وجهها رغم مشقة العمل في البيوت والمخاطر التي يمكن أن تصادفها كالتحرش والعنف والتعذيب، خصوصا أن سنها لا يسمح لها بتصدي لمثل هذه المشاكل.
نستمع لقصة فاطمة على لسانها بنفسها:
تصوير ومونطاج خليل السالك
قصة هذه الفتاة ستكون قد عاشتها عدة خادمات بيوت غيرها، حيث أشار آخر تقرير لمنظمة "اليونسيف" إلى أنه وجود نحو 88 ألف طفلة خادمة في البيوت المغربية.