برد «لمريجة» بإقليم جرادة القارس يثقل كاهل الرحل.. دفء مفقود ومعاناة مستمرة

خيمة رُحّل بجماعة «لمريجة» التابعة لإقليم جرادة

في 28/12/2025 على الساعة 16:30

فيديوتعيش جماعة «لمريجة» بإقليم جرادة، مع حلول موجات البرد القارس، على وقع معاناة يومية لساكنتها من الرحل، الذين يواجهون قساوة الطقس، في ظل غياب أبسط وسائل التدفئة التقليدية التي اعتادوا عليها لعقود. 

فالمنطقة تشهد انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة، يرافقه أحيانا ضباب كثيف وتساقطات مطرية، ما يجعل لياليها قاسية على أسر تعيش في ظروف هشّة، وتعتمد على الطبيعة في تأمين جزء كبير من متطلبات العيش.

ويصف سعيد الرمضاني، أحد رحل المنطقة، الوضع قائلا: إن البرودة في هذه الربوع «قاسية جدا»، مؤكدا، في تصريح لـLe360، أن الاستقرار النسبي للطقس لا يحجب حقيقة المعاناة المتفاقمة مع البرد، موضحا أن الرحل باتوا محرومين من وسائل التدفئة التي كانت في السابق متاحة، وعلى رأسها الحطب، الذي اختفى تقريبا، أو أصبح ثمنه يفوق قدرتهم الشرائية، ما جعل قنينات الغاز الوسيلة الوحيدة المتبقية لمواجهة الصقيع.

ويشير المتحدث نفسه إلى أن موجات الجفاف المتتالية كان لها أثر مباشر على اختفاء الموارد الطبيعية التي شكلت لعقود سندا أساسيا للرحل، مثل نبات «الحلفاء» الذي كانوا يستعملونه في التدفئة وأغراض أخرى، فالأرض، بحسب تعبيره، «أتلفها الجفاف»، ولم تعد تمنح ما كانت تجود به سابقا، الأمر الذي زاد من حدة الأزمة، وضيّق هامش الخيارات المتاحة أمام الساكنة.

من جانبه، يؤكد ميلود الرمضاني أن البرد بات يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للرحل، خاصة في ظل انعدام البدائل، مضيفا، في تصريح مماثل، أن من يملك مدفأة تعمل بالحطب يُعد استثناء نادرا، فيما تجد الغالبية نفسها مضطرة للاعتماد فقط على الغاز، رغم تكلفته المرتفعة قياسا بإمكانياتهم المحدودة، أما من لا يستطيع توفير قنينة غاز، فلا يجد، حسب تعبيره، سوى الصبر والدعاء في مواجهة الليالي الباردة.

ولا تتوقف معاناة الرحَّل عند حدود التدفئة فقط، إذ تزيد التساقطات المطرية من عزلتهم، حيث تنقطع الطرق أحيانا، ما يحول دون التنقل إلى القرى المجاورة لقضاء الأغراض الأساسية، أو التوجه إلى العمل والمدرسة، حيث يضطر السكان إلى انتظار تحسن الأحوال الجوية قبل استئناف تنقلاتهم، في وضع يضاعف الإحساس بالهشاشة وعدم الاستقرار.

وتعكس هذه الشهادات واقعا اجتماعيا صعبا تعيشه فئة من المواطنين في مناطق نائية، حيث يتقاطع البرد القارس مع غلاء وسائل التدفئة، ليشكل تحديا حقيقيا للرحل بجماعة «لمريجة»، والجماعات المجاورة، وهو واقع يستدعي، بحسب متتبعين، التفاتة خاصة تأخذ بعين الاعتبار خصوصية عيش هذه الفئة، وتبحث عن حلول تخفف من معاناتها في مواجهة قسوة الطبيعة وتقلباتها.

تحرير من طرف محمد شلاي
في 28/12/2025 على الساعة 16:30