أطفال حول طاولات قمار
تستوقف المارة والزوار كل ليلة مشاهد أطفال قاصرين يتجمعون حول طاولات للقمار بكورنيش طنجة في ظاهرة اجتماعية خطيرة وجديدة بدأت تلوح في الأفق، وتلقى تنديدا واسعا، حيث تكتسح مساحات الكورنيش خلال الصيف عشرات من الطاولات المعدة من قبل أشخاص غرباء لممارسة أنشطة ذات صلة بالقمار.
ووجد هؤلاء الغرباء الذين يستعينون بلوحات وصناديق من « الكارتون » ضالتهم في استقطاب العديد من الأشخاص، بينهم الأطفال، لممارسة كل أنواع القمار على مرأى ومسمع من المواطنين والمواطنات الذين يستنكرون مثل هذه المشاهد بكورنيش المدينة.
ويتجمع كل مساء، شباب وأطفال حول طاولة خشبية يديرها شبان غرباء للعب الأوراق وممارسة القمار بأساليب مبتكرة ومتعددة مقابل مبالغ مالية تتفاوت حجمها بين درهمين حتى 10 دراهم للعبة الواحدة، ناهيك عن ممارسات أخرى تدخل في صنف القمار والتي اجتاحت الكورنيش دون أي رادع.
إزعاج متواصل للسياح والزوار
تبدأ ساعات المتعة الليلية بمدينة طنجة خلال الصيف، عند حوالي التاسعة من مساء كل يوم، حينها يختار العشرات من سكان المدينة وزوارها والسياح الأجانب أخذ قسط من الراحة الليلية بكل من كورنيش مرقالة والشاطئ البلدي «البلايا»، وهو الاختيار الذي يلقى فيه عدد من الزوار ازعاجا كبيرا من لدن بعض الباعة المتجولين على طول الكورنيش إلى جانب الشبان الممارسين للقمار عبر نشر طاولاتهم وسط الكورنيش، ناهيك عن انتشار ظاهرة « القمار بكرة القدم » عبر وضع ثلاث قنينات ممتلئة برمال ووضع كرة في مسافة بعيدة ليطلب من أي شخص قذف الكرة وربح مبلغ مالي يتراوح ما بين 5 الى 10 دراهم في حال إسقاطه للقنينات الثلاثة، وهو ما يزعج بقية المارة والسياح .
le360
وتنتشر في الكورنيش ظواهر سلبية أخرى مثل انتشار مساحات عديدة يستغلها بعض الشبان لكراء دراجات هوائية عادية ودراجات هوائية تسير بالكهرباء تسمى « الطروتينيت » والتي أصبحت تشكل خطرا على الأطفال والمواطنين الذين تتعدد أوجه قضاءهم ليالي الصيف بمدينة طنجة، وممن يفضلون اختيار المشي على طول الكورنيش برفقة أسرهم.
ولا يجد مستغلو هذه الخدمات بشكل غير قانوني بكورنيش طنجة أدنى حرج في مطاردة المارة والزوار في مشهد شبه « ابتزازي » يثير الكثير من الخوف والقلق خصوصا عند بعض السياح الأجانب الذين يغادرون الفنادق المجاورة لكورنيش طنجة.
خيول مزعجة للمصطافين
عبر ممرات ضيقة على طول الكورنيش ورمال الشاطئ البلايا مواقع جلوس العائلات أو الشباب للاستمتاع بأجواء البحر المتوسطي قبالة ميناء طنجة الترفيهي، يواصل بعض الشبان إرغام الزوار على ركوب أحصنة يقومون بتأجيرها للقيام بجولة في الليل كما النهار مقابل مبلغ يتراوح ما بين 20 حتى 40 درهم للجولة الواحدة.
ولعل مشاهدة بعض الخيول والأحصنة التي يتم تأجيرها نهارا كما ليلا بأعداد كبيرة في الآونة الأخيرة بات من المشاهد المعتادة على طول كورنيش المدينة، غير أنها من المشاهد التي تثير الكثير من علامات الاستفهام في منطقة جذب مهمة، رغم تواجد عناصر الأمن والقوات المساعدة، وبعض الدوريات المتوقفة على رصيف الكورنيش، التي يتفادى أصحاب هذه الممارسات الرقعة المتواجدة فيها، ويتوجهون إلى الخلف في الاتجاه المعاكس للقيام بتلك الممارسات التي أضحت تتطلب تعاطيا حازما معها من لدن السلطات.
وخلفت السنة الماضية، حوادث امتطاء بعض الشبان للخيول وسط صفوف المصطافين إصابة عدد من الأطفال كان آخرها إصابة طفلة بجروح متم شهر غشت، حيث جرى نقلها إلى قسم المستعجلات التابع لمستشفى محمد الخامس وسط المدينة عقب إصابتها بجروح على مستوى الرجل اليمنى بعدما داهمها حصان كانت تركبه فتاة تقوم بجولة بالكورنيش بالقرب من مكان تواجد المصطافين.