وهكذا، فإن هذه المشاريع الصحية، هي ثمار للنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه الملك محمد السادس، بغلاف مالي قدره 77 مليار درهم، عام 2015، خلال زيارته التاريخية لمدينة العيون بمناسبة الذكرى الأربعين (حينها) للمسيرة الخضراء المظفرة.
كلية الطب بمدينة العيون:
افتتحت كلية الطب والصيدلة بمدينة العيون، جنوب المملكة، أبوابها في وجه حاملي شهادة البكالوريا بالأقاليم الجنوبية، خلال الموسم الجامعي 2021-2022، وذلك عقب تشييد المشروع بميزانية قاربت 257 مليون درهم.
وتستقبل كلية الطب بالعيون ما يفوق 700 طالب وطالبة ينحدرون من أقاليم العيون وطانطان وطرفاية وكلميم وأوسرد ووادي الذهب والسمارة وبوجدور وآسا الزاك. وتضم الكلية مراكز للتكوين تشمل مدرجا تبلغ طاقته الاستيعابية 400 مقعدا، وثلاث قاعات من 50 مقعدا، وقاعات متخصصة، ومقرات للتعليم النظري وأخرى للتطبيقي ومختبرات متخصصة، إضافة إلى مركز للمحاكاة، ومركز للبحث، فضلا عن مقرات سوسيو-رياضية.
ويأتي تشييد هذه الكلية، التي تمتد على مساحة 10 هكتارات، في إطار تنفيذ الاستراتيجية الطموحة للمغرب الرامية إلى تكوين 3300 طبيب سنويا في الأمد المنظور، قصد مضاعفة العرض الطبي والانتقال من 6 إلى 10 أطباء لكل 10 آلاف نسمة.
المستشفى الجامعي بالعيون يشارف على الاكتمال.. مشروع استراتيجي يعزز العرض الصحي بالجنوب
بلغت نسبة تقدم الأشغال بالمستشفى الجامعي الجديد بمدينة العيون حوالي 80%، ما يجعله يدخل فعليًا مراحله النهائية والدقيقة، في ظل وتيرة عمل متسارعة تقودها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بشراكة مع السلطات المحلية، بهدف تعزيز البنية التحتية الصحية بجهة العيون الساقية الحمراء، والتجاوب مع الطلب المتزايد على الخدمات الطبية العمومية.
ويأتي هذا المشروع ضمن الركائز الأساسية للنموذج التنموي المخصص للأقاليم الجنوبية، حيث يُرتقب أن يلعب دورا حيويا في تخفيف الضغط عن المستشفى الجهوي الحالي، لا سيما في سياق يشهد فيه القطاع الخاص الصحي بالمنطقة توسعًا ملحوظًا.
المركز الاستشفائي الجامعي، الذي يجري تشييده بمحاذاة كلية الطب والصيدلة وطب الأسنان في حي 25 مارس شمال شرق المدينة، يُعد أحد أبرز المشاريع الصحية العمومية بالجهات الجنوبية الثلاث. ومن المرتقب أن يشكل قاطرة لتوسيع العرض الصحي الأكاديمي والاستشفائي، خاصة في ظل النمو الديمغرافي والعمراني المتسارع الذي تعرفه مدينة العيون.
كما سيُساهم هذا الصرح الطبي، وفق المعطيات المتوفرة، في تقليص حالات تنقل المرضى نحو المدن الكبرى مثل أكادير ومراكش والدار البيضاء والرباط، مما سيخفف من الأعباء المادية والمعنوية التي تتحملها الأسر في سبيل تلقي العلاجات المتقدمة.
مجموعـة «أكديطـال» تدشن المصحة الدوليـة بالعيـون
دشنت مجموعة «أكديطال»، الرائدة في القطاع الصحي الخاص بالمغرب، نهاية أبريل الماضي، المصحة الدولية العيون، ممـا يعكـس التزامهـا بتوسـيع نطـاق الوصـول إلـى رعايـة صحية عاليـة الجـودة لكافـة المغاربـة.
وجرى تدشين هـذه المؤسسة الصحية، التي تمثل مرحلـة جديدة فـي الاستراتيجية الوطنيـة لتعزيز العـرض الصحي، بحضور والي جهة العيون-الساقية الحمراء، عامل إقليم العيون، عبد السلام بكرات، والرئيـس المديـر العـام لمجموعـة أكديطال، رشـدي طالـب، ورئيس جماعة العيون، مولاي حمدي ولد الرشيد.
وتوفـر المصحة الدولية العيـون، التي تعتبر بنية استشفائية متكاملة في خدمة جهة العيون الساقية الحمراء، والتي تصل طاقتها الاسـتيعابية إلى 210 سـريرا، عرضا علاجيا متكاملا يشـمل مختلـف التخصصات الطبية والجراحية وعلاج الأورام.
وستمكن هـذه المؤسسـة، التي جاءت لتعزيز العرض الصحي بالجهة، من تلبيـة احتياجات سـكان العيـون والمناطق المجـاورة، والمساهمة في الحـد مـن الحاجة إلى التنقــل نحـو مـدن أخـرى مـن أجل الاسـتفادة مـن خدمات طبية متقدمة.
وقــد تـم إنجـاز هـذه المنشأة حسب أعلـى معاييـر النظافـة الصحية العالمية، مــع تركيــز خــاص علــى تحســين مســار المريـض.
وتتضمـن المصحـة جناحا للإنعـاش يضـم 18 غــرفة إنعـاش، و10حاضنـات لإنعـاش حديثـي الـولادة (الخـدج)، بالإضافة إلى وحدة للعناية المركـزة تضـم 15 ســريرا.
وتولـي المصحـة أهميـة خاصـة لصحـة الأم والطفـل، مـن خلال جناح مخصـص يضـم 23 سـريرا وحضانـة، ويقـدم رعايـة شـاملة خلال فتـرات الحمـل والـولادة والإقامـة الإستشـفائية.
وتتميــز المصحــة الدوليــة العيــون التابعــة لمجموعــة «أكديطــال» بإدخــال الجراحــة الروبوتيــة لأول مــرة فــي جهــة العيــون السـاقية الحمـراء، والتي تتيـح إجراء عمليـات جراحية بدقـة فائقـة، مـع تقليـل المخاطـر وتحقيق تعـاف أسـرع للمرضـى.
ويضـم المركب الجراحـي 11 غـــرفة عمليـــات حديثـــة، تشـمل وحـدة تقنيـة للولادة و3 غـــرف للتنظيـر الداخلـي، مما يتيح إجراء مجموعـة واسـعة مـن العمليـات بأعلـى معاييـر الجـودة الطبيـة.
وقد تـم إنشــاء وحـدة لطب القلب التداخلـــي مـــزودة بتقنيــات متطـــورة، ممــا يســـهل علاج الأمراض القلبيــة والأوعية الدمويـــة العصبيـــة. وتتضمــن هــذه الخدمــة غرفــة لقســـطرة القلب وغرفــة مخصصــة لإختبــارات الجهــد. كما تشـتمل هذه المصحـة علـى مصلحـة مسـتعجلا واستشـارات طبيـة تعمـل علـى مـدار السـاعة (24/24) و(7/7)، وتضـم 17 سـريرا لضمـان اسـتجابة فوريـة وفعالـة.
بناء مستشفى جامعي بمدينة الداخلة
انطلقت، قبل أشهر قليلة، أشغال بناء المستشفى الجامعي محمد السادس بمدينة الداخلة، التابع لمؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة، وذلك في إطار جهود المؤسسة لتعزيز البنية التحتية الصحية في الأقاليم الجنوبية.
وسيتم تجهيز المستشفى بطاقة استيعابية تصل إلى 300 سرير، من بينها 58 سريرا مخصصا للعناية المركزة.
كما سيضم المستشفى منصات تقنية متطورة تغطي مختلف التخصصات الطبية والجراحية.
ومن المتوقع أن يستقبل المستشفى سنويا حوالي 120 ألف مريض، إلى جانب إجراء 100 ألف استشارة وفحص طبي.
كما يُرتقب أن يسهم هذا المشروع في تطوير القطاع الصحي بجهة الداخلة-وادي الذهب، من خلال تزويده بأحدث المعدات الطبية واستقطاب طاقم طبي مؤهل، ما يضمن تقديم رعاية صحية عالية المستوى لسكان المنطقة.
وتجدر الإشارة إلى أنه، أيضا، من المرتقب إحداث مؤسسات صحية جديدة بالصحراء المغربية، من ضمنها مستشفى جهوي جديد بمدينة الداخلة، سيأتي ليوّض المستشفى السابق، ليبقى هذا الأخير مُحتفظا بقمسين فقط، هما مستودع الأموات ومصلحة الأمراض النفسية والعقلية.




