في قلب العاصمة الاقتصادية، رفع المحتجون شعارات تؤكد انتماءهم لوطنهم وولاءهم للمؤسسة الملكية، مقابل انتقادهم لسياسات حكومية يعتبرونها عاجزة عن تحسين الخدمات الأساسية.
«كل ما نريده هو مغرب أفضل. نحن نحب بلدنا ونقف وراء ملكنا، لكننا غير راضين على الطريقة التي تُدار بها قطاعات حيوية تمس مستقبلنا»، يقول أحد الشباب المشاركين في مسيرة بوسط مدينة الدار البيضاء، حيث تجمهر العشرات للتنديد بما وصفوه بـ«تردي الأوضاع الاجتماعية».
من جانبها، شددت إحدى الشابات المشاركات على أن مطالبهم لا تتجاوز الحق في العيش الكريم، معتبرة أنه من غير المقبول في القرن الواحد والعشرين أن يخرج الشباب للاحتجاج من أجل أبسط حقوقهم في الصحة والتعليم.
ويقول محتج آخر:«خلافا لما يتم الترويج له نحن لسنا ضد تنظيم المغرب لكأس افريقيا وكأس العالم بالعكس هذا شرف لنا وفخر لنا كمغاربة لكننا نريد تطور مستشفياتنا ومدارسنا مثل ملاعبنا. نحن نحب بلدنا ونحب ملكنا ونثق فيه مشكلتنا مع الحكومة وسياستها».
ورغم تباين أشكال التعبير من مدينة إلى أخرى، ظل القاسم المشترك بين مختلف الوقفات التأكيد على الطابع السلمي، حيث حرص شباب الدار البيضاء على تنظيم صفوفهم بشكل حضاري، في محاولة لإيصال صوتهم دون أي انزلاق إلى العنف.
ويطالب المحتجون بضرورة إحداث إصلاحات جذرية وعاجلة في قطاعي الصحة والتعليم، باعتبارهما الركيزتين الأساسيتين لتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان تكافؤ الفرص بين الأجيال، وكذا إدماج الشباب العاطلين بسوق الشغل.
ورغم اختلاف أشكال التعبير من مدينة إلى أخرى، إلا أن القاسم المشترك بين جميع الوقفات هو التأكيد على سلمية الاحتجاجات، والدعوة إلى معالجة القضايا عبر الحوار الجاد مع الشباب الذين يمثلون الشريحة الأوسع من المجتمع.

