وحسب يومية المساء التي أوردت الخبر، في عددها ليوم غد الثلاثاء، فإنه وفق نص الاتفاقية التي وقعها وزير العدل الإسباني ألبيرتو غاياردون، مع أنكونيو روكو، رئيس المؤتمر الأسقفي، الذي يمثل بابا الفاتيكان بإسبانيا، يتم منح الجنسية الإسبانية فورا للمسلمين وأغلبهم من المغاربة، مقابل التخلي عن دينهم الإسلامي، واعتناق المسيحية.
وتضيف اليومية، أن الاتفاقية التي بدأت تثير العديد من ردود الفعل وسط المهاجرين المسلمين بإسبانيا، تضمنت بعض الشروط "الشكلية" من بينها ترتيل أنشودتين دينيتين، الأولى تمجد مريم العذراء والثانية بعيسى عليه السلام.
أما الشرط الثاني، حسب اليومية، فحددته الاتفاقية في أن يكون الراغب في الاستفادة من الجنسية الاسبانية مستعدا للتخلي عن دينه الإسلام، وحاملا لسيرة ذاتية تتميز بحسن السلوك، وإن كانت عليه غرامة قضائية، فلا يجب أن تتجاوز 600 ألف أورو. أما الشرط الثالث لهذه الاتفاقية الموجهة تحديدا للمسلمين فقد حدد في دفع 60 أورو كضريبة يتم تقسيمها بين الدولة (5أورو) وبين الكنسية (55 أورو).
وفي هذا الصدد تخبرنا المساء، أنه عند توافر الشروط الثلاثة في المتخلي عن ديانته الإسلامية، والمعتنق لدينه الجديد المسيحية، يمكنه بعدها تقديم طلب الحصول على الجنسية الاسبانية، حسب وزير الاسباني، البيرتو رويس غياردون، الذي علل القرار بالرغبة في "تعزيز الاحتياط الروحي لاسبانيا".
"تقية مسيحية"
لا شك أن الاتفاقية التي وقعت بين الحكومة والكنيستين الإسبانيتين ستخلق الكثير من اللغط في صفوف المغاربة سواء المقيمين هناك، والمغاربة عموما، لكن وجب القول إنها مثل هذه الاتفاقيات ليست بالجديدة، فهي تأتي في صلب الحملات التبشرية التي تسجل بين الفينة والأخرى، وفي قلب التراب المغربي، والتاريخ الإسباني يعطينا أمثلة عديدة في هذا الصدد، أولها محاكم التفتيش التي كانت إسبانيا مسرحا لها، وطرد المغاربة الموريسكيون، أولئك الذين رفضوا تغيير دينهم، بعيد سقوط الأندلس.
هي حرب كما قال وزير العدل الإسباني من أجل "الاحتياط الروحي لإسبانيا"، غير أنها من المنتظر أن تخلق ممارسات شاذة في المجتمع الإسباني، ولن نستغرب إذا اعتنق بعض المغاربة هناك المسيحية ظاهريا، في مشهد يجسد "تقية" في شكل جديد.
خطوة الحكومة الإسبانية في هذا الوقت تحديدا، تحمل استغلالا بشعا لأزمة المهاجرين، ومن المستبعد أن تنجح إسبانيا في هذه العملية، مادام جوهرها "متاجرة بالدين".