خبير تربوي يحذر: انسحاب الأسرة من التأطير يترك الشباب فريسة للعنف والضياع

جنوح القاصرين نحو العنف يسائل دور الأسر في التربية والتأطير (أحداث الشغب والتخريب في إنزكان)

في 04/10/2025 على الساعة 11:14

فيديوأكد محمد الهاطي، الأستاذ الباحث في التعليم العالي بالمدرسة العليا للتربية والتكوين بجامعة محمد الأول بوجدة، أن الأحداث التي عاشتها بعض المدن خلال الأيام الأخيرة، تفرض على الفاعلين التربويين إعادة التفكير في أسباب جنوح القاصرين نحو العنف، وفي مقدمتها تراجع دور الأسرة في التنشئة والتأطير.

وأوضح الهاطي، في تصريح لـle360، أن «الأسرة تمثل المؤسسة الأولى للتنشئة الاجتماعية، غير أن انسحابها التدريجي من أداء دورها الرقابي والمُواكِب، جعل الأجيال الجديدة تواجه واقعاً غامضاً دون توجيه أو تأطير»، مشدداً على أن «المصاحبة الأبوية لا تعني المراقبة الصارمة، بل بناء علاقة صداقة وتفاهم مع الأبناء، خصوصاً في ظل عالم افتراضي يشكل وعيهم ويؤثر في سلوكهم».

وأضاف الباحث أن فهم هذا العالم الرقمي الجديد أصبح ضرورة ملحّة للآباء والأمهات، لأن «المناعة الحقيقية للشباب لا تتحقق إلا عبر ثلاثة مستويات مترابطة: معرفية، نفسية، وتربوية أخلاقية».

فـ«المناعة المعرفية»، كما يوضح الهاطي، تقوم على تزويد الشباب بمعرفة صلبة ومتينة، بعيداً عن السطحية التي تروج في الفضاء الافتراضي، بينما «المناعة النفسية» تتطلب مواجهة الهشاشة النفسية المنتشرة بين الشباب، نتيجة الإدمان على المخدرات أو على وسائل التواصل الاجتماعي، أما «المناعة الأخلاقية والتربوية» فهي الأساس، لأنها تمثل الجسر الذي يربط الأجيال بقيمهم وهويتهم الوطنية.

وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن مؤسسات التنشئة الاجتماعية، من مدارس وزوايا ومجتمع مدني، مُطالَبة اليوم بلعب دور فعال في ترسيخ القيم الأصيلة والوطنية، مستحضراً غنى التراث التربوي المغربي الذي يشكل، حسب قوله، «رصيداً ينبغي استثماره ونقله للأجيال الصاعدة، حفاظاً على تماسك المجتمع وهويته».

وختم الهاطي تصريحه بالتأكيد على أن «الشباب المغربي شعب أصيل، له جذور وتاريخ وقيم متينة، ويحتاج فقط إلى من يمده بالمناعة الأخلاقية والفكرية، ليبقى وفياً لمسار آبائه وأجداده، ومواطناً إيجابياً داخل مجتمعه».

تحرير من طرف محمد شلاي
في 04/10/2025 على الساعة 11:14