وفي وقت خلف فيه هذا التسرب المائي، إلى جانب تقاعس المصالح المعنية في التدخل بعجالة لإصلاحه، استنكارا واسعا في صفوف الساكنة بالمنطقة، فإن والي طنجة بدوره، وبناء على تقارير السلطات المحلية، تلقى الأمر بغضب شديد مما دفعه إلى توجيه توبيخ ولوم إلى بعض مسؤولي الشركة المكلفة ولمسؤولين بولاية طنجة منددا بما حصل، وداعيا إلى ضرورة القيام بتدخلات عاجلة مستقبلا لإصلاح عدد من الأعطاب المتسببة في حدوث تسربات للمياه الصالحة للشرب في بعض الأحياء والشوارع بالمدينة والضواحي.
وينتظر حسب مصادرنا، أن يتم تشكيل فرق تقنية خاصة تحت إشراف مسؤولين بولاية جهة طنجة من بين مهامها القيام بجولات خاصة بعدد من الأحياء بمدينة طنجة للوقوف على حجم ترسبات المياه الصالحة للشرب، والتي تقع في بعض الأماكن ولم تشهد تدخل الفرق والمصالح المعنية التابعة للشركة المكلفة بتدبير الماء والكهرباء بطنجة.
وتكشف مصادرنا، أن مهام الفرق التقنية أيضا البحث عن مكان وجود أعطاب ورفع تقرير تقني للمصالح المعنية قصد إيفاد فرقها لإصلاح التسربات وتغيير الأنابيب القديمة الخاصة بنقل المياه الصالحة للشرب إلى جانب وضع خريطة شمولية خاصة تكشف حجم الأماكن في الأحياء التي يضيع فيها الماء بكثرة في مدينة طنجة.
وفي سياق متصل، وفي إطار المذكرة الوزارية الصادة عن وزارة الداخلية قبل أسبوع، إجتمع يونس التازي والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يوم أمس الثلاثاء، مع عمال أقاليم تطوان وزان العرائش وشفشاون والحسيمة بحضور رجال السلطة بالمدينة، بمقر الولاية، لمناقشة آخر الترتيبات التي سيتم القيام بها في الأسابيع القليلة المقبلة على المستوى الجهوي والتي تخص الحد من تبذير المياه الصالحة للشرب.
وذكرت مصادر حضرت الاجتماع أن الوالي التازي نبه المسؤولين بطنجة والأقاليم التابعة لولاية الجهة بضرورة اتخاذ جميع التدابير التي تضمنتها المذكرة الوزارية الصادرة، بما فيها « عدم التهاون مع أي مخالفات وسلوكيات تتعلق بتبذير المياه، والعمل على ترشيد هذه المادة الحيوية في كل الأقاليم، واتخاذ التدابير اللازمة ضد حدوث أزمة عطش خصوصا بمناطق شفشاون ووزان »، إلى جانب العمل على إشراك المجتمع المدني في مخططات وحملات التحسيس بالحفاظ على الماء الشروب وعدم ضياعه.