استقبلت مقبرة الرحمة بالدار البيضاء جثمان عبد القادر الرتناني في جنازة مهيبة حضرها سياسيون ومثقفون ورياضيون بارزون، ليودعوا رجلا ترك بصمة مميزة في تاريخ الثقافة والرياضة المغربية.
وفي كلمة وداع عبد القادر الرتناني، قال صلاح الدين مزوار، وزير ومسير سابق في الرجاء، إن الراحل مثقف ورياضي رجاوي حتى النخاع، حيث عاش ملتزما وصدوقا ولا يخاف من التعبير عن آراءه وقناعاته ومشاركتها مع من حوله. مشيرا إلى إسهاماته الكبيرة في إغناء الأدب والثقافة بالمغرب، علاوة على تأثيره في تاريخ نادي الرجاء البيضاوي؛ كونه أول رئيس يتوج معه الفريق الأخضر بألقاب محلية وإفريقية.
من جهتها، قالت نائلة التازي، رئيسة فدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية CGEM، « برحيل عبد القادر الرتناني إلى دار البقاء فقدنا شخصية بارزة في الساحة الثقافية بالمغرب، كون الرتناني لم يبخل يوما بجهده من أجل المساهمة في تقدم الموروث الثقافي والإبداعي المغربي ». وأكدت نائلة التازي أن الحضور الكبير لشخصيات بارزة من مختلف الأطياف يوضح قوة تأثير هذا السيد في المجالات التي عمل بها.
بدوره، أفاد محمد رحيمي المقبل بـ « يوعري » أن وفاة عبد القادر الرتناني أثرت فيه بقوة، حيث كان الراحل بمثابة الأب والأخ الكبير. لافتا إلى أنه بفضل الرتناني أصبحت الرجاء على ما هي عليه الآن.
يذكر أن عبد القادر الرتناني هو مُسيّر رياضي وناشر مغربي من مواليد 31 يونيو 1945 بمدينة الدار البيضاء. إذ كرس حيزا كبيرا من حياته للإبداع والأدب، حيث قام بنشر أكثر من 600 كتابًا باللغتين العربية والفرنسية، كما شغل عدة مناصب في الساحة الثقافية؛ على غرار المدير العام لدار النشر « ملتقى الطرق »، ورئيس الجمعية المغربية للمهنيين في مجال الكتاب، ونائب رئيس الاتحاد العام للصناعات الثقافية والإبداعية.
إنجازات الراحل تخطت الثقافة والأدب إلى ميدان الرياضة، حيث يعد عبد القادر الرتناني من أبرز رؤساء الأندية في المغرب؛ كيف لا وهو الذي فاز فريق الرجاء تحت إمرته بباكورة ألقابه في البطولة الوطنية سنة 1989، كما شهدت حقبته تتويج الفريق الأخضر باللقب الخارجي الأول في القارة السمراء.