خبير بيئي: المغرب ملزم بالتأسيس لمرحلة «حصاد الماء»

قنوات الصرف الصحي تعجز عن استعاب مياه كان من الممكن أن تفيد في زمن الإجهاد المائي. DR

في 04/04/2024 على الساعة 12:10

قال الخبير البيئي مصطفى بنرامل إن المغرب مطالب ببذل جهود ملحوظة في ما يخص تجميع مياه الأمطار للمساهمة في سد جزء من حاجياته من هذه المادة الحيوية عبر التأسيس لتجربة « حصاد الماء ».

وأوضح بنرامل أن « أواخر فصل الشتاء وبداية فصل الربيع يعني أواخر شهر مارس تميز أحيانا بزخات مطرية عاصفية تؤدي إلى بعض الفيضانات، كما وقع في تطوان وطنجة والعديد من المدن المغربية أولا نتيجة ضعف بنيات التصريف المائي في المدن والأوساط القروية أيضا، ثم بسبب عدم توفر تجهيزات أساسية لتصريف المياه بعيدا عن قنوات الصرف الصحي والاستفادة منها سواء بأن تكون موصولة بالفرشة المائية وتنفذ إليها، أو تنفذ إلى مسطحات مائية من أجل استغلالها في ما بعد، خصوصا في أواخر فصل الربيع، وخلال فصل الصيف، وحتى بداية فصل الخريف ».

وأكد أنه باعتماد هذه الآلية « يمكن أن نوفر كميات مهمة من المياه، التي يمكن أن يستعملها الإنسان سواء كمياه للشرب، أو سقي المساحات الزراعية التي تعتمد على الري.

كما يمكن استغلالها في المجال الصناعي والخدماتي وسقي ملاعب كرة القدم، ومسالك الغولف، والمساحات الخضراء التي تحتاج إلى سقي دائم.

كما أن تجميع مياه الأمطار يمكن من سقي المساحات الخضراء في المدن، وهذه تقنيات بمكن العمل عليها دائما وتوسيعها لشمل كل مناحي الحياة ».

وأضاف قائلا « شهدنا تساقطات كثيفة في الفترة الأخيرة، بسبب وصول منخفض جوي بعواصف مختلفة كالعاصفة التي ضربت المغرب أخيرا والتي أتت من شمال أوروبا وكانت تتميز بمنقطع منخفض منع المرتفع الجوي الأصوري من الوصول إلى المغرب وساهم في وصول كميات كبيرة من المياه عبارة عن تساقطات في مختلف المدن المغربية خصوصا في المدن الشمالية. كما ساهم في انخفاض درجات الحرارة سواء على مستوى الساحل الأطلسي أو داخل البلاد في الجبال التي لها آثار على نسبة التساقطات الثلجية التي تجاوزت نصف متر في عدد من المناطق.

وردا على سؤال le 360 حول إمكانية تنفيذ سياسة تجميع المياه في المغرب بيسر قال: « نعم بالإمكان الاعتماد على سياسة تجميع مياه الأمطار أو ما تسمى حصاد مياه الأمطار، بسهولة عبر وضع قنوات الصرف تحت أرضية بالتجهيزات بالشوارع وحتى في التجزئات الجديدة، حيث يتم فصل قنوات الصرف الصحي عن قنوات السطح التي تخصص لتجميع مياه الامطار. وهذا الامر سهل بالمدن عندما يكون التخطيط له مسبقا.

ومضى الخبير البيئي يقول: « إن حصاد مياه الأمطار ممارسة كانت موجودة منذ قرون. وهي عملية جمع مياه الأمطار من أسطح المنازل والطرق والأسطح الأخرى التي من شأنها أن تنفذ عموماً إلى الأرض. ثم يتم تخزين هذه المياه في الخزانات أو الصخور تحت الأرض ويمكن استخدامها لأغراض متنوعة مثل الري، ومراحيض التدفق، وحتى الشرب. في أجزاء كثيرة من العالم، تعتبر ندرة المياه قضية مهمة وتشغل الرأي العام. ويمكن أن يساعد حصاد مياه الأمطار في التخفيف من حدة هذه المشكلة من خلال توفير مصدر إضافي للمياه خالٍ من المواد الكيميائية والملوثات.

بينما في الأراضي الفلاحية يتم تجهيزها بقنوات لتدريج المياه بين المنحدرات أو لتسهيل مرورها في السهل لتتجمع إما في أحوض مخصصة لذلك، من أجل الاستفادة منها في سقي الأراضي، ويجري توزيعها على مختلف المساحات لتستفيد كلها من المياه بشكل عادل وفي هذه الحالة تجري الاستعانة بمضخات وتجهيزات أساسية ».

وردا على تساؤلنا إن كان الأمر يتطلب تجهيزات مكلفة قال « إننا نحتاج في هذه الحالة إلى خرائط معلوماتية لدراسة المنطقة للشروع في حفر القنوات الخاصة لذلك، ووضع التجهيزات اللازمة لتوزيع المياه من حفر لقنوات ومضخات وأدوات الربط بين القنوات وأحواض التجميع بشكل عادل وهذه التجهيزات في الغالب غير مكلفة ».

وقال أيضا: « إن التجهيزات والآليات تستخدمها جل دول العالم سواء المتقدمة في القارة الأوروبية وأيضا بعض الدول الإفريقية والاسيوية وامريكا اللاتينية وشرعت دول نامية من مستوى المغرب في تنفيذها وحتى بعض الدول الفقيرة ».

وفي ما يخص الحالة التي يشهدها المغرب اليوم وأسبابها قال « إن تراجع التساقطات وأيضا ارتفاع درجات الحرارة وعودة تلك التساقطات بشكل عاصفي وكثيف بكميات كبيرة جدا في فترة وجيزة وما يصاحب تلك الإمطار من تواتر بين ارتفاع في درجات الحرارة أو هبوطها كبير.

وهذا ما عايشناه أخير عبر هطول أمطار كثيرة أو تساقط ثلوج كثيفة في الجبال وحبات برد في بعض المناطق مثل هضبة سايس لقدر كبير.

إن السبب راجع أولا إلى ظاهرة النينيو التي كانت همت العالم ومن ضمنه المغرب في الرابع من يوليوز من العام الماضي، إذ ارتفعت حرارة الأرض، وبلغ متوسط درجة حرارة كوكب الأرض 17,16 درجة، وشهدنا ارتفاع درجة الحرارة في عدد من مدن العالم وفي المغرب وصلت درجة الحرارة الـ50 قي مدينة أكادير ومراكش.

وقد أثر ذلك بالفعل على فترة التساقطات في فصل الخريف الذي شهد أقل نسبة في معدل التساقطات إذ لم تتجاوز 21 ملم وأثر أيضا على درجات الحرارة في بداية موسم الشتاء، إذ تميز شهرا فبراير ومارس لأعلى الدرجات منذ بداية تسجيل درجات الحرارة على مستوى المغرب وهذا يؤكد أن هذا الفصل كان جافا وتميز بارتفاع درجات الحرار بالمقارنة مع ما كان يسجل في الماضي. كما كانت التساقطات شحيحة بشكل لم يسجل من قبل ».

تحرير من طرف حسن العطافي
في 04/04/2024 على الساعة 12:10