بدا الوزير صارما أمام البرلمانيين وأكد على أن تخفيض سنوات دراسة الطب من 7 إلى 6 سنوات، كما نص عليه الإصلاح التكوين الجامعي، أصبح ساري المفعول الآن ولن يتم التراجع عنه. ومع ذلك، أوضح أنه «يمكن تخصيص السنة السابعة للتداريب» بالنسبة للطلبة الذين يرغبون في ذلك، وهو ما يشكل مرونة في تطبيق الإصلاح. وأضاف قائلا: «لقد تطورت وضعية كليات الطب من خلال دمج دورة للتداريب خلال السنة الأخيرة».
وشدد ميراوي أيضا على أن جهود الوساطة كانت عديدة، بمشاركة فاعلين وبرلمانيين ومؤسسة الوسيط، مما ساهم في تلبية غالبية مطالب الطلبة.
وصرح قائلا: «نظمنا امتحانات استدراكية وبذلنا كل ما في وسعنا لإنقاذ السنة الجامعية في الطب»، موضحا أن «60% من الطلبة المضربين تمكنوا من اجتياز امتحاناتهم»، فيما واصل 40% حركتهم الاحتجاجية. وختم بنبرة حازمة: «الحوار يبقى مفتوحا، لكنه لن يبقى كذلك أجل غير مسمى أمام المتعنتين».
هذا، وقد حلّ موعد الـ21 من أكتوبر الجاري، الذي كانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار قد أقرّته موعدا لإجراءت دورة جديدة من الامتحانات بكليات الطب والصيدلة.
وحسب ما أفاد به مصدر من اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، فإن ما يفوق 95 بالمائة من الطلبة قد قاطعوا الامتحانات، وذلك لكون المقترح الوزاري الأخير، الرامي لإنهاء الأزمة المستمرة منذ 10 أشهر، «لم يستجب» لتطلعاتهم.
وأضاف المصدر ذاته أنه، في ما يخص طلبة السنة الأولى، فقد وصلت نسبة مقاطعة الامتحانات إلى 98 بالمائة، و96 بالمائة بالنسبة لطلبة السنة الثالثة، و99 بالمائة لطلبة السنة الثالثة، و97 بالمائة لطلبة السنة الرابعة، فيما وصلت النسبة لدى طلبة السنة الخامسة إلى 97 بالمائة.
وكانت جلّ كليات الطب والصيدلة قد أعلنت عن فتح أبواب اجتياز هذه الامتحانات، فقط، في وجه الطلبة الذين اجتازوا امتحانات الـ4 من أكتوبر الجاري، فيما اختارت كلية مراكش، لوحدها، أن تكون الدورة مفتوحة في وجه الجميع.
وتعتزم لجنة طلبة الطب عقد اجتماع جديد مع وسيط المملكة، خلال الأيام القليلة القادمة، من أجل بحث سبل إنهاء هذه الأزمة وتلقّي المقترحات الجديدة القادمة من وزارة التعليم العالي.
ويرتقب أن يقدم وسيط المملكة رد الوزارة على آخر مقترحات قدمها الطلبة بعد رفضهم المقترح الحكومي الأخير بنسبة وصلت إلى 81,4 في المائة، وفق ما أكده مصدر من اللجنة الوطنية لطلبة الطب لـLe360.
هذا، وتأتي هذه المستجدات بعد سلسلة من الاحتجاجات والاعتصامات نظمها الطلبة في مختلف ربوع المملكة، آخرها ما سُمّي بـ«إنزال الرباط»، حيث احتج آلاف الطلبة قادمين من مدن مختلفة رفقة أولياء أمورهم أمام مقر البرلمان بالرباط، يوم السبت 5 أكتوبر 2024.
ديابو: مظاهرة جديدة لطلبة الطب أمام البرلمان الأحد 5 كتوبر2024 في الرباط
وكان ما يقارب 300 طالب طب قد نظموا، ليلة الأربعاء-الخميس 25 شتنبر 2024، اعتصاما احتجاجيا أمام كلية الطب والصيدلة بالرباط. وردّد المعتصمون شعارات مُنتقدة للحكومة، خاصة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، مُندّدين، بشكل خاص، بقرار تقليص مدة دراسة الطب من سبع إلى ست سنوات.
وكان الطلبة يعتزمون مواصلة هذا الاعتصام الليلي حتى الساعة 7:00 صباحا من يوم الخميس. وفي النهاية، لم يكن الأمر كذلك.
اعتصام طلبة الطب بالرباط مساء يوم الأربعاء 25 شتنبر2024 أمام مقر الكلية. LE360
يذكر أن هذه الخطوة التصعيدية الجديدة التي اتخذها الطلبة للضغط على الوزارة للاستجابة لمطالبهم، قد انطلقت من مدينة وجدة، حيث اعتصم طلبة الطب والصيدلة بوجدة، أمام مقر الكلية، مساء الأربعاء 18 شتنبر 2024، لمدة 12 ساعة، وذلك احتجاجا على ما اعتبروه «الآذان الصماء لوزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي».
طلبة وجدة يخوضون اعتصاما لمدة 12 ساعة. محمد شلاي
وقبلها، احتج عشرات طلبة الطب والصيدلة، السبت 7 شتنبر 2024، بجوار كلية الطب والصيدلة، وسط مدينة الدار البيضاء، وذلك بعد يومين من مقاطعتهم امتحانات استدراك الدورة الخريفية للموسم الجامعي 2023-2024.
طلبة الطب والصيدلة يحتجّون بالدار البيضاء. عبد الرحيم الطاهيري