وكان طلبة الطب والصيدلة، طيلة فترة الأشغال، يتابعون دراستهم الجامعية داخل جزء من بناية المدرسة العليا للتكنولوجيا (EST). هذا الانتقال إلى المقر الجديد، يأتي ليستجيب للظروف المهنية البيداغوجية والعلمية، المُحقِّقة لشروط الدراسة الجامعية لدى طلبة الطب، الذين يصل عددهم إلى 719 طالبا وطالبة، جُلّهم منحدرون من الأقاليم الجنوبية، إضافة إلى طلبة قادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء.
وفي تصريح لـLe360، قالت البروفيسور فاطمة الزهراء العلوي الحافضي، عميدة كلية الطب والصيدلة بالعيون، إن مساحة هذا المشروع الملكي الهائل تبلغ 10 هكتارات، بكُلفة مالية بلغت 300 مليون درهم، موفرا فضاءات للمحاكاة و6 مدرجات وأقساما تطبيقية و26 مختبرا ومساحات لممارسة الرياضة، بالإضافة إلى مدرج خاص بالأنشطة الثقافية التي تساهم في انفتاح طلبة كلية الطب على كل المجالات، على غرار الموسيقى والفنون الجميلة، والاطلاع على الثقافة الحسانية كرافد من روافد الهوية المغربية الأصيلة، والتي من شأنها أن تساهم في بناء شخصية الطالب طبيب الغد الذي يجب أن يكون ابنا بارا لبيئته.
مشروع ملكي بالصحراء المغربية.. المقر الهائل لكلية الطب والصيدلة بالعيون. يارى حمدي
وأشارت العميدة إلى أن المقر الجديد لكلية الطب سيكون نموذجا للعديد من التخصصات العلمية الحديثة بتوفرها على مركز للبحث العلمي بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والصحة الشاملة والصحة البيئية وصحة النباتات والحيوانات والطب التجديدي والخلايا الجدعية، واعدة بنجاح هذه الاستراتيجية التي تتبناها إدارة الكلية بعد انتقالها لمقرها الجديد، الذي لا يبعد عن المستشفى الجامعي سوى بأمتار قليلة، ما سيسهل مهمة التدريب والتمرين على طلبة الكلية، والذي سيجعل من المشروع متكاملا.
وفي تصريحات متفرقة استقاها Le360 من هذا الصرح العلمي الجديد، أفاد طلبة وطالبات بأن من شأن هذه الكلية أن تساهم في تحقيق أحلامهم وطموحاتهم العلمية بالنظر لقربهم من عائلاتهم وذويهم عوض التنقل والانتقال من مدنهم الأصلية وكراء منازل في مدن أخرى، فضلا عن تعقيدات الدراسة التي تتطلب تفرغا للتكوين، بما فيه الجوانب النظرية والتطبيقية.
يشار إلى أن كلية الطب والصيدلة بالعيون تابعة لجامعة ابن زهر بأكادير، والتي توفر أساتذة جامعيين من المؤسسة الجامعية نفسها، والذين يتنقّلون لإعطاء دروس في مختلف تخصصات الطب والصيدلة.