جرادة تحتضن لقاء تحسيسيا لإنقاذ فرشة عين بني مطهر المائية

لقاء تشاوري بمقر عمالة إقليم جرادة، الثلاثاء 15 يوليوز 2025

في 16/07/2025 على الساعة 09:00

دق المشاركون في لقاء تشاوري عقِد بمقر عمالة إقليم جرادة، الثلاثاء 15 يوليوز 2025، ناقوس الخطر حول الوضع المائي الحرج الذي يواجهه الإقليم، مؤكدين أن فرشة عين بني مطهر المائية، التي تعد شريان الحياة الاقتصادي والاجتماعي للمنطقة، تواجه تهديدا وجوديا بسبب تضافر عوامل الجفاف والاستغلال المفرط.

وشدد المتدخلون خلال اللقاء الذي نظمته وكالة الحوض المائي لملوية، بشراكة مع عمالة إقليم جرادة، تحت شعار « من أجل تدبير تشاركي ومستدام للمياه الجوفية »، على الضرورة الملحة للانتقال من عقلية استهلاك الموارد المائية، إلى نهج يرتكز على التثمين والحماية لضمان استدامتها للأجيال القادمة.

وأبرز عامل إقليم جرادة، شكيب بلقايد، أن تدبير الموارد المائية يصطدم بتحديات بنيوية، على رأسها تفاقم ظاهرة الجفاف والانخفاض المقلق لمنسوب الفرشة المائية، مشددا في كلمة افتتاحية له، على حتمية تفعيل التوجيهات الملكية السامية التي تدعو إلى الحزم في حماية الموارد المائية، وتفعيل دور « شرطة المياه » للحد من الاستغلال الجائر وغير القانوني.

وتعمل شرطة المياه، التي تأسست بموجب قانون الماء رقم 36.15، على مراقبة استخدامات المياه وضبط المخالفات، وتتزايد أهمية دورها في ظل الإجهاد المائي الذي تعاني منه المملكة، حيث دعا المسؤول الترابي في مداخلته إلى تبني مقاربة مندمجة وتشاركية تقوم على تقييم دقيق للموارد وتحديد الاحتياجات، مع وضع خطة عمل متوسطة وبعيدة المدى لتعبئة موارد جديدة وإعادة استعمال المياه المعالجة.

ويأتي هذا اللقاء حسب ما أفادت به مديرة وكالة الحوض المائي لملوية نرجس العمارتي، في إطار تفعيل البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، الذي يهدف إلى إرساء إدارة متكاملة ومستدامة للموارد المائية في مواجهة التحديات المناخية المتزايدة، مضيفة في كلمة افتتاحية لها، أنه تم تعزيز هذا البرنامج مؤخراً لترتفع ميزانيته من 115 مليار درهم، إلى 143 مليار درهم، لمواكبة الاحتياجات الملحة وضمان تنفيذ مشاريعه بنجاح.

وأوضحت مديرة وكالة الحوض المائي لملوية، أن الفرشة المائية تؤدي دوراً استراتيجياً بإنتاجية قد تصل إلى 200 لتر في الثانية، مما يستدعي إطاراً تعاقدياً لحمايتها وضمان استدامتها، مشيرة إلى أن الوكالة بصدد مناقشة عقدة تدبير تشاركي خاصة بفرشة عين بني مطهر مع مختلف الشركاء.

بدوره، اعتبر المدير الإقليمي للفلاحة بجرادة، عبد الرحمن أنافلوس، أن ترشيد استهلاك المياه في القطاع الفلاحي لم يعد خيارا، بل أصبح « ضرورة ملحة » لضمان مستقبل هذا القطاع الحيوي، مؤكدا في عرض قدمه، إلى ضرورة تبني تقنيات حديثة، وممارسات زراعية مبتكرة، على غرار الري الذكي، عبر استخدام أجهزة استشعار رطوبة التربة، وتطبيق أنظمة الري بالتكميل الناقص لتكييف كميات المياه مع الاحتياجات الفعلية للنباتات.

ومن البدائل التي طرحها المسؤول الفلاحي هي القيام بزراعات بديلة، من خلال التحول نحو زراعات مقاومة للجفاف وذات استهلاك منخفض للمياه، مثل الصبار والزعفران والكينوا وأشجار الخروب، مبينا أن تجارب في مناطق أخرى من المغرب أظهرت نتائج مشجعة لهذه الزراعات، بالإضافة إلى الزراعة المائية، عبر تطوير تقنيات الزراعة بدون تربة لإنتاج الأعلاف، لما توفره من اقتصاد كبير في استهلاك المياه.

وفي هذا السياق، دعا ممثل الفلاحين بالمنطقة، بلحبيب براهيم، إلى إلزام أصحاب الآبار بتركيب صمامات للتحكم في الصبيب، للحد من الهدر المائي.

وأكد المشاركون في اللقاء، الذي حضره بالخصوص الكاتب العام لعمالة جرادة، ورئيس المجلس الإقليمي، بإلإضافة إلى شخصيات أمنية وسياسية وقضائية، أن الانتقال نحو هذه الحلول يتطلب وعيا جماعيا ومؤسساتيا بأهمية كل قطرة ماء، والقطع النهائي مع كافة أشكال التبذير وسوء الاستخدام، لضمان الأمن المائي والاجتماعي لإقليم جرادة والمملكة ككل.

تحرير من طرف محمد شلاي
في 16/07/2025 على الساعة 09:00