وأدى تأثر الفضاءات الخضراء بشكل كبير بسبب نقص الموارد المائية والتغييرات المناخية، إلى وقف زحفها وانتشارها ببعض المدن دون أخرى لأسباب متعددة بينها تداعيات ترشيد الماء الشروب التي كانت تسقي هذه الفضاءات، إلى جانب عدم انخراط عدد من المدن في الاستعانة بالمياه المستعملة لإعادة إحياء جماليات هذه الفضاءات.
محمد أمزيان مهندس منظري ورئيس جمعية المنظريين بالمغرب، كشف في تصريح خاص لـLE360 عن نتائج الإجراءات المتخذة من قبل السلطات والمسؤولين لترشيد استعمال الماء وتأثير ذلك على عدد من الفضاءات الخضراء بالمدن المغربية.
وأماط أمزيان اللثام عن بعض من الإجراءات التي يجب اتخاذها في الظرفية الحالية، التي تروم بالأساس خلق استدامة في الفضاءات العامة واعتماد إجراءات عملية أيضا من شأنها المساهمة في ترشيد استعمال المياه ومحاربة كافة أشكال التبذير والاستعمال غير المعقلن لهذه المادة الحيوية، خصوصا في الفترة القادمة وخلال فصل الصيف.
وأوضح أمزيان أن أزمة الماء ستؤثر سلبا في عدد من المدن خصوصا بوسط المغرب على عدد من الفضاءات الخضراء، غير أنه وانطلاقا من جهود الجمعية المغربية للمنظريين يدعوا إلى تبني دراسات تصب في خانة استدامة الفضاءات الخضراء وكذا تبني نموذج مبتكر للتهيئة المنظرية المبنية أساسا على الاستدامة وتثمين الموروث الطبيعي والتنوع البيولوجي من النباتات المحلية المتأقلمة مع مميزات المناخ ونوعية التربة المتواجدة على صعيد كل جهة من جهات المملكة.
ودعا أمزيان الى تشجيع البحث العلمي والابتكار في مجالات تخص الفضاءات الخضراء وغرس النباتات بشراكة مع شركاء ومختصين في هذا المجال وبالأساس تنمية قدرات المشاتل المنتجة لنباتات الزينة ومواكبتها للتحول تدريجيا لإنتاج الأصناف النباتية المحلية والى جانب ذلك تقديم حلول تقنية مبتكرة وعملية ستمكن الفاعلين المؤسساتيين من الاستجابة للطلب المتزايد للمواطنين على خلق فضاءات خضراء جديدة بمواصفات عالية، خصوصا بالمدن الكبرى، مع المحافظة على الموارد المائية المتوفرة.