وأنجزت يومية الخبر، في عددها لنهاية الأسبوع، ملفا حول "حجاب الفتنة"، قالت فيه إن "مقاهي الشيشة، وبخلاف الحانات والعلب الليلية تشهد تردد وفود من "المحجبات" دون أن تثير انتباه العديد من عشاق"المعسل".
ونقلت يومية الخبر، تصريحات لبعض مسيري المقاهي، قالو فيها "إن المقاهي عرفت في البداية تردد فتيات يرتدين العباية الخليجية، قبل أن تتوافد المحجبات على مختلف مقاهي الشيشة، مؤكدين أن مشهد المحجبات في مقاهي الشيشة لا يثير استغراب الجميع، كما هو الحال بالنسبة إلى الحانات والمراقص الليلية”.
وتنقل لنا الجريدة في ملفها، صورة كورنيش العاصمة الاقتصادية وحرمها الجامعي، حيث تظهر فتيات محجبات لا يترددن في معانقة زملائهن والاحتكاك بهم، وتوحي تصرفاتهن، حسب الجريدة، بأن ارتداءهم للحجاب لا ينم عن دوافع دينية.
كما نقرأ أيضا، أنه بعدد من الأماكن والساحات العمومية، وبعيدا عن فضاءات الشيشة وتقديم الخمور، فتيات يرتدين سراويل ضيقة وتنورات حد الركبة، دون أن يكشفن رؤوسهن، بعضهن فقط، يطلقن العنان لخصلات شعرهن.
وفي الملف أيضا حديث عن أنواع كثيرة من الحجاب يعرفها المجتمع المغربي، الحايك واللثام، والفولار والنقاب وحجاب الموضة، بعض هذه الأنواع يتم ارتداؤه لدوالع دينية والبعض الآخر لدواع ثقافية محضة، فيما البعض الآخر يحمل دلالات مذاهب دينية بعينها.
تحول ثقافي
إن اختراق المرأة لأمكنة كانت إلى وقت قريب ذكورية، والقبول النسبي لهذا الحضور، يعني أن المجتمع المغربي في طور تحيين نموذجه الثقافي المتعلق بالمرأة، كما أن تصور المجتمع للحجاب ما زال مرتبطا بالمبدأ الديني والثقافي العام القائم على الحجب وتجنب الإثارة.
كما أن سؤال حضور المحجبات في الحانات ومقاهي الشيشة، يرتبط بالتحول الثقافي الذي يشهده المجتمع المغربي في تصوره للمرأة وفاعليتها داخل المجتمع، سواء كانت محجبة أو لا، ذلك أن اقتحام المرأة للأمكنة العام المفتوحة هو من ثمار هذا التحول، لكن إقحام الحجاب في هذاه الأماكن يحصر في جانبه الجمالي ولا يمت بصلة لأية حمولة دينية.