وقال مصطفى علاوي، فاعل جمعوي من منطقة أيت حنيني، في اتصال مع Le360، إن مواطنة تقطن بدوار تيقاجيوين (150 كلم عن ميدلت) فاجأها المخاض واضطرت لانتظار حوالي 10 ساعات لكي تأتي سيارة الإسعاف وتنقلها إلى المستشفى الإقليمي.
وأضاف أن أكوام الثلوج التي تساقطت بكثافة على المنطقة الجبلية تسببت في قطع الطرق والمسالك التي تربط أيت حنيني بكل من مستشفيي خنيفرة (75 كلم) وميدلت (150 كلم)، مشيرا إلى أن سيارة الإسعاف التي أوفدها مستشفى بومية لم تستطع الوصول إلى القرية إلا بعد أن تدخلت فرقة تابعة لوزارة التجهيز لتزيح الثلوج عن الطريق.
وأردف الفاعل الجمعوي أن فاطمة أوعبيشة، 30 سنة، كادت تسلم روحها وهي تكابد آلام المخاض في ظل انعدام طبيب بمستوصف القرية، مؤكدا أن المستوصف لا يتوفر على أية أدوية ولا يقدم أية إسعافات في مثل هذه الحالات المستعجلة.
واستطرد المتحدث مضيفا: "هنا لا يحق للإنسان أن يمرض! لأنه، ببساطة، لا يوجد من سيفحصه ويداويه؛ ففي فصل الشتاء، يتحول الجرار، وسيلة النقل الوحيدة التي تستعمل في مثل هذه المسالك الوعرة، إلى "سيارة إسعاف" تنقل المرضى والحوامل، رغم بطء سيرها، باتجاه مستشفى مدينة خنيفرة أو ميدلت"، يحكي مصطفى علاوي من وراء سماعة الهاتف.
وحسب المصدر ذاته، فإن أبناء منطقة أيت حنيني يتذكرون آخر حالة ظلت تشكل ذكرى أليمة لهم هي حالة شابة تبلغ من العمر 29 سنة اسمها فاطمة، حين باغتها المخاض وظلت 48 ساعة تتألم والثلوج تحاصر الدوار.
ويحكي علاوي أن السكان لم يجدوا بدا من أن يحملوها فوق جرار ليقطعوا 22 كيلومترا مشيا على الأقدام، وكان السكان في طريقهم يزيلون الثلوج بوسائل بدائية. وبعد خمس ساعات من السير، وصلوا إلى قرية تبادوت حيث سلموها إلى سيارة الإسعاف، التي كانت في انتظارهم، لتقلها السيارة إلى مستشفى خنيفرة. ولحسن حظها، أنجبت.
لكن، وإذا كانت هذه الشابة محظوظة، فإن 9 نساء من المنطقة نفسها لقين مصرعهن أثناء الوضع، خلال السنوات الماضية، بسبب البرد وحصار الثلوج وبُعد المستشفى. وهكذا، فإن شبح الموت أثناء الولادة لا يزال يراود كل نساء القرية، بتعبير علاوي، خوفا حسبه من تكرار المأساة كلما تساقطت الثلوج، في ظل بعد المستشفي وانعدام الأدوية وسيارة الإسعاف.
ويطالب علاوي السلطات الجهوية والمحلية بالعمل على حل هذا المشكل الذي يتكرر حسبه كل عام، مشيرا إلى أن سكان المنطقة، الذين يفوق تعدادهم 4 آلاف نسمة، لا يتوفرون على مستوصف يقلص من معاناتهم من المرض، ويجنبهم المخاطرة بأرواحهم لاضطرارهم، إلى قطع مسافات كبيرة للوصول إلى المستشفى بخنيفرة أو ميدلت.