أوردت جريدة "أخبار اليوم"، في مقال بأعلى صفحتها الأولى، أن قسم الإنعاش بمستشفى ابن سينا بالرباط، عرف، أمس الاثنين، حالة من الترقب والارتباك بعد الوفاة المفاجئة لشابة في الـ35 من عمرها، بعدما تدهورت حالتها الصحية بسرعة، إثر إصابتها بنزلة برد دون أن يعرف الأطباء طبيعة المرض الغامض الذي أصابها.
وأوضحت الصحيفة أن المثير في الأمر هو أن أخت الراحلة (عزيزة باردي) كانت هي الأخرى قد فارقت الحياة قبل 21 يوما من وفاة شقيقتها في بيتها في ضواحي الدار البيضاء، وتوفيت الأخرى بعد إصابتها بنزلة برد، فيما لا تزال أخت ثالثة ترقد بقسم الإنعاش بمستشفى ابن سيناء في حالة غيبوبة، وتعاني الأعراض نفسها.
ونقلت الجريدة عن مصدر وصفته بالمسؤول بمستشفى ابن سينا بالرباط، تأكيده أن الأطباء لم يعرفوا بعد سبب الوفاة، مضيفا أنه سيتم تشريح جثة الشابة للتعرف على سبب الوفاة، لكنه رجح أن يكون السبب عائدا لمرض أصاب الرئة.
وأردفت اليومية نفسها، على لسان المصدر ذاته، أنه تم إجراء فحص للراحلة بشأن إمكانية إصابتها بوباء "إيبولا" أو فيروس "كورونا"، غير أن النتائج سلبية.
ونقلت "أخبار اليوم" عن مصدر من عائلة الشقيقتين الراحلتين، تأكيده بأن الأمر ربما يتعلق بفيروس قاتل يصيب الرئة، ما جعل المخاوف تسود حول ما إذا كان هناك أشخاص من محيط المتوفيتين مصابون أيضا، قبل أن تنفي اليومية هذه الفرضية على لسان مصدر من المستشفى.
من جانبها، خاضت جريدة "الإتحاد الاشتراكي"، في مقال بصفحتها الثانية، في تفاصيل ظهور هذا المرض الذي فتك بالضحيتين الأوليين قبل أن يستشري في جسد الثالثة التي توجد بين الحياة والموت، وفق تعبير اليومية.
وأوضحت أن بوادر المرض قد ظهرت على الضحية الأولى (نعيمة - 37 سنة)، مطلع شهر دجنبر المنصرم، مشيرة إلى أن هذه الأعراض لا تختلف عن تلك المسببة للزكام، قبل أن تتطور إلى حمى ورعشة مصحوبة بسعال.
وقالت "الإتحاد" إن الضحية عرضت نفسها على طبيب وصف لها مجموعة من الأدوية، التي استمرت في تناولها، غير أن حالتها ساءت، لتضطر إلى عرض نفسها على طبيب آخر، قبل أن تنقل بعد تدهور حالتها الصحية إلى مستشفى السويسي بالرباط، غير أنها فارقت الحياة بعد 5 أيام.
وأضافت اليومية نفسها أنه في الوقت الذي كان أفراد العائلة يتقاسمون الألم فيما بينهم، تعرضت الأخت الكبرى (عائشة – 45 سنة) لانتكاسة صحية انطلقت بالأعراض نفسها التي ظهرت على اختها الراحلة.
وحسب "الاتحاد الاشتراكي" فقد مرت هذه المريضة من المراحل نفسها التي اجتازتها أختها المتوفاة، غير أن حالتها الصحية ماضية في التدهور دون أن يكشف الأطباء سبب علتها، إلى أن نقلت إلى مستشفى ابن سينا بالرباط حيث ما تزال ترقد حاليا في حالة غيبوبة.
وقالت اليومية إن الشقيقة الصغرى (عزيزة – 35 سنة)، ما لبثت أن طالتها هي الأخرى الأعراض نفسها، ومرت من المراحل ذاتها قبل أن تسلم الروح لبارئها أمس الاثنين، بعد أسبوع واحد من ظهور أعراض هذا المرض الغامض عليها.
فيروسات خطيرة
ربطت "أخبار اليوم" بين ظهور هذا المرض الغامض وبين ارتفاع عدد المصابين بنزلات البرد في هذا الفصل البارد، حيث لم تستبعد الجريدة، استنادا إلى مصادرها، وجود فيروسات خطيرة.
وقالت "الإتحاد الاشتراكي" إن غموض هذا المرض الذي أودى بروحي شقيقتين وأدخل ثالثة في غيبوبة، دفع المصالح الصحية بابن سليمان، التابعة لنفوذها الترابي منطقة الكارة حيث تقطن عائلة الضحايا، إلى إخضاع أفراد الأسرة (تتكون من والدين وابنة صغيرة وابن متزوج وأب لطفلين) الذين يجمعهم سقف واحد، إلى الفحوصات بالأشعة ومحاولة تشخيص وضعهم الصحي للوقوف على مدى وجود عدوى ما، تجهل تسميتها وأسبابها في الوقت الحاضر.