وتقول اليومية إن إدارة مستشفى ابن نفيس للأمراض النفسية والعقلية بمراكش، والتي يقبع فيها المتهم بارتكاب مجزرة الرحامنة قبل أيام وأودت بأرواح خمسة أشخاص من عائلتة، منذ أكثر من 15 يوما، قامت بتوجيه رسالة إلى إدارة السجن المحلي "لوداية" بمراكش، تطالب بإعادة ترحيل المتهم إلى السجن، معللة قراراها بأن حالته الصحية النفيسة عرفت استقرارا خلال الأسبوعين الماضيين.
وحسب اليومية فإن رسالة المستشفى جاءت بعد أن تخلت ولاية أمن مراكش عن التزامها بتوفير الأمن ومراقبة المتهم، إذ كانت تضع رهن إشارة المستشفى رجل أمن يضطلع بالمهمة، قبل أن تعينه في مهمة أخرى وتترك المتهم دون مراقبة، حيث يقضي الليل بغرفة معزولة عن باقي المرضى، بينما يسمح له بقضاء باقي اليوم إلى جانب نزلاء المستشفى، بعد أن تبين للطاقم الطبي أن سلوكه يبدو غير عدواني، ولم يقم بأية محاولة اعتداء على النزلاء أو الأطباء والممرضين، في وقت أكدت مصادر اليومية أنه لم يتم بعد عرض المتهم على الخبرة الطبية التي ستحدد مسؤوليته الجنائية عن الأفعال المنسوبة إليه.
وتضيف اليومية بأن قاضي التحقيق باستئنافية مراكش قرر توجيه الاستدعاء إلى سبعة شهود في ملف مجزرة دوار "لهلالات" بالجماعة القروية "صخور الرحامنة" بإقليم الرحامنة، والتي قام خلالها المتهم بتصفية عائلته، بينما لا يزال الضحية السادس يرقد بقسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل مصابا بجروح خطيرة في أنحاء مختلفة من جسده، جراء طعنات السكين التي أصابه بها المتهم.
وعلمت اليومية بأن قاضي التحقيق وفي إطار الاستنطاق التمهيدي الذي يجريه في القضية، سيستمع في غضون الأيام المقبلة إلى سبعة مصرحين في محضر الضابطة القضائية، الذين ليسوا سوى شقيقة المهتم المتزوجة والقاطنة بدوار يبعد عن المنزل الذي وقعت فيه الجريمة وعميه وثلاثة من جيران العائلة ضحية المجزرة، بالإضافة إلى خال المتهم، ووالد زوجة أخيه، التي وجه إليها المتهم طعنة في الجانب الأيسر من بطنها، قبل أن يخنقها بيديه ويتركها جثة هامدة.
وتقول اليومية إن شقيقة المتهم أصرت على متابعة المتهم أمام القضاء، وروت للمحقيقن كيف أنها كانت قاب قوسين من التعرض للقتل على يد شقيقها، الذي يصغرها بسنتين، حيث سبق له أن أجرى معها أكثر من 20 مكالمة هاتفية ساعات قليلة قبل وقوع الجريمة، يطلب منها فيها أن تتوضأ وتقيم الصلاة، ثم تأتي إلى منزل عائلتها خيث وقعت المجزرة، دون أن يفصح لها عن أسباب إصراره الغريب على دعوتها لزيارة منزل العائلة.
وتضيف اليومية بأن شقيقة المتهم كانت ستلبي دعوته لولا أنها لم تجد من يقوم برعاية ابنها، الذي يبلغ من العمر ثلاثة أشهر، قبل أن تتأكد بعد علمها بوقوع الجريمة أن شقيها كان يحاول استدراجها من أجل تصفيتها جسديا كما فعل ببقاي أفراد عائلتها.
الأسباب مجهولة
عبرت شقيقة المتهم عن استغرابها وجهلها للأسباب التي جعلت المتهم يقدم بتلك الطريقة البشعة على تصفية أفراد عائلته، خاصة وأنها صرحت أمام المحققين أن تصرفاته كانت طبيعة، وكان يتمتع بكامل قوته العقلية، ولم يسبق لوالدتها أن اشتكت لها من سوء تصرفاته إزاءها، أو اتجاه باقي أفراد العائلة، فضلا عن تأكيدها أنه كان على خلق سوي، ولاي يتعاطى التدخين، أو استهلاك المخدرات والخمور.