ذكرت جريدة "الأحداث المغربية" أن أول جريمة تسجلها مصالح الأمن بمدينة أكادير، بطلها شاب قتل أباه دفاعا عن أمه.
وأوردت اليومية في مقال أعلنت عن عنوانه في الصفحة الأولى وأحالت التفاصيل على الصفحة الخامسة، أن الأب المتقاعد عاد إلى بيته مخمورا على الساعة الحادية عشرة من ليلة الأربعاء الخميس الماضية، التي صادفت ليلة رأس السنة، وشرع، كالمعتاد، في تعنيف زوجته أمام أعين ابنهما الشاب.
وأردفت الجريدة ذاتها أن صراخ الأم كان يُسمع عاليا، ما حدا بالابن إلى التدخل، في حالة غضب من تصرف الأب، حيث صرف والدته بنقلها من البيت صوب منزل عمته، قبل أن يقفل راجعا إلى البيت الكائن بحي أغروض.
وزادت "الأحداث المغربية" أن الشاب الغاضب احتسى ما فضُل عن الأب من خمور. وفي الساعة الثانية والنصف صباحا، اندفع تحت تأثير المسكر نحو الغرفة التي يرقد بها والده، ليقدم على خنقه بسروال لاصق (كولون).
وبحسب الجريدة نفسها فقد انصرف الشاب، بعد ارتكابه للجريمة، وقضى بقية ليلته خارج المنزل. وفي صباح الخميس، تفاجأت الأم والعمة لدى قدومهما للبيت من أجل تسوية الخلاف بين الزوجين، بجثة الأب هامدة.
اليومية أضافت أنه جرى استدعاء مصالح الشرطة القضائية والعلمية، التي نقلت جثة الهالك إلى مستودع الأموات قصد تشريحها، مشيرة إلى أن التحليلات بينت أن الضحية لقي مصرعه تحت تأثير الخنق.
جريمة بطعم الانتقام
بالرغم من تشبث الابن البالغ من العمر 20 سنة، بإنكار تورطه في جريمة قتل الأب، إلا أنه لم يصمد طويلا أمام الحجج التي واجهه بها المحققون.
وليست هذه أول مرة يلقى القبض فيها على الشاب، الذي يشتغل نقالا بواسطة "تريبورتور"، إذ سبق لعناصر الشرطة القضائية بأكادير أن اعتقلت الابن وأمه بعد ورود معلومات عن طرد الهالك لهما من المنزل بعد شجار بينهما في وقت سابق.
وحول السبب الذي دفعه إلى قتل أبيه، اعترف الشاب، الذي يوجد حاليا رهن الاعتقال الاحتياطي، أنه لم يعد يطيق رؤية والدته وهي تتعرض للضرب، كل ليلة، لدى عودة الأب مخمورا، مشيرا إلى أن ما عجل بارتكابه للجريمة هو تحول الأسرة إلى مهزلة في نظر الجيران الذين اعتادوا على متابعة مشهد تعنيف الأم من طرف الأب السكير كل يوم، لدرجة تحول معها بيتهم إلى "مسرج فرجة" للجيران.