شهران حبسا لـ"زوجين عشيقين" بأسفي

DR

في 23/12/2014 على الساعة 12:37

أدانت ابتدائية أسفي، أمس الاثنين، رجلا وامرأة بتهمة "الفساد"، رغم "زواجهما" طيلة السنوات الخمس الماضية، إذ قضت هيئة الحكم في حق الرجل بالحبس النافذ شهرين، وفي حق المرأة بشهرين موقوفي التنفيذ.

إنها حكاية أغرب من الخيال، كانت عتيقة تظن نفسها متزوجة على سنة الله ورسوله، إلى أن اكتشفت، بعد سنوات، أنها في نظر القانون عشيقة سقطت في فخ الخيانة الزوجية، وعندما طرقت باب المحكمة لطلب التطليق، وجدت نفسها مدانة بتهمة "الفساد".

قصة هذا "الكوبل"، الغريبة، بدأت قبل خمس سنوات، وفق ما تحكيه شقيقة الضحية في تصريحات صحفية. إذ تعرفت الشابة عتيقة (30 سنة)، وهي أستاذة بالقطاع الخاص، على عبد الغني، وهو متزوج. وتوطدت العلاقة بينهما لتتطور إلى خطبة دامت سنوات ظل خلالها الرجل يماطل في عقد القران.

وفي الصيف الماضي، بادر عبد الغني إلى الزواج من عتيقة، بعدما حصل على رخصة من زوجته الأولى، وهي طريحة فراش من مرض خطير فقد الأطباء الأمل في علاجها منه، وقبلت الأستاذة طلبه وأرغمت أسرتها على قبول جميع شروطه، بما فيها استقالتها من العمل وإقامة حفل زفاف بسيط، مراعاة لشعور زوجته الأولى المريضة.

خلال حفل الزفاف، أحضر العريس "عدلين" وأمدهما بالوثائق المطلوبة لإتمام إجراءات توثيق الزواج، ووقع كل من العريس وعروسه في سجل العدلين، إيذانا منهما على قبولهما الزواج من بعضهما البعض.

مضت بضعة أشهر على زواج عبد الغني من عتيقة، انتقل خلالها الزوجان إلى بيت مستقل، وعرّف الزوج شريكته على الجيران وقدمها لهم على أنها زوجته "على سنة الله ورسوله". غير أن العلاقة بين العريسين الجديدين ما فتئت تتوتر. فكلما طالبت عتيقة زوجها بنسخة من عقد القران، إلا ويماطلها مدعيا نسيان إحضار الوثيقة. وظل إلحاح المرأة متواصلا إلى أن بات طلبها يزعج الرجل، لدرجة أنه أصيب، في آخر لقاء بينهما، بنوبة غضب عقب التحاقها به في الشارع لتذكره بإحضار عقد الزواج. إذ لم يتمالك نفسه، وهو داخل سيارته، فضغط على دواسة السرعة ليحاول دهسها.

هنا، قررت عتيقة وضع حد لعلاقتها بعبد الغني، فالتجأت إلى المحكمة لطلب التطليق للشقاق، غير أنها فوجئت بعدم توثيق زواجها منه بالمحكمة، لتكتشف أنها وقعت ضحية زواج وهمي، وأن العدلين اللذين حضرا مراسيم الزفاف ليسا حقيقيين بل مزورين!

ولم تستسغ الشابة ما تعرضت له من نصب من طرف الرجل الذي وثقت به واختارته شريكا لحياتها، فتقدمت، مباشرة بعد مغادرة المحكمة، إلى سرية الدرك الملكي من أجل تقديم شكاية بـ"النصب" من طرف عبد الغني، إلا أنها تحولت من مشتكية إلى معتقلة بتهمة "الفساد".. وهكذا انقلبت قصة حب عتيقة لعبد الغني إلى مأساة قادت الطرفين كلاهما إلى السجن.

وتابعت المحكمة الابتدائية بأسفي، الزوجة بتهمة "المشاركة في الخيانة الزوجية"، في حين أدانت الزوج بتهمة "الإيذاء العمدي"، و"الإمساك عمدا عن تقديم مساعدة لشخص في حالة خطر"، و"المشاركة في الخيانة الزوجية".

تحرير من طرف ميلود الشلح
في 23/12/2014 على الساعة 12:37