وحسب الباحثة سعيدة الوازي، فإن "مشاكلنا الإصلاحية تنطلق دائما من عدم الاعتماد على تقييم المخططات السابقة من طرف الحكومة الجديدة، وذلك للوقوف على نقط الضعف لتجنبها، ونقط القوة لاعتمادها وتسطير برنامج مكمل للبرنامج السابق، لا أن نتجاهل التراكمات الإيجابية للحكومات السابقة، لحسابات سياسية، ونبدأ من الصفر لنعود إليه في الحكومة الموالية".
لقد كان على وزير التربية الوطنية تقييم المخطط الاستعجالي، وتقديم تقرير للرأي العام يقف عند مكامن الضعف والقوة، قبل اتخاذ قرار إلغائه أو اعتماده أو تطويره وتفعيل مشاريعه. أو حتى الإتيان بخطة استراتيجية واضحة المعالم ومكملة للبرنامج الاستعجالي توضح منظوره الإصلاحي للقطاع.
لقد اشتغلت الأطر التربوية بارتجالية طيلة فترة حكومة عبد الإله بن كيران بدون منهجية واضحة ولا اعتماد خطة محددة، فكما كان مسطرا في البرنامج الاستعجالي، تم اعتماد مقاربة الكفايات ووضع المتعلم في صلب العملية التعليمية التعلمية، ثم جاءت بيداغوجيا الإدماج كشق عملي مكمل للمقاربة، وبدأ تجريبها في السلكين الابتدائي والثانوي الإعدادي، بغض النظر عن عدم نجاعة المقاربة والبيداغوجيا من ناحية التطبيق.
استراتيجية الإصلاح
وكنا ننتظر أن نعمل باستراتيجية محددة وواضحة المعالم، لا أن يتخبط العاملون في القطاع في مطالبهم ومشاكلهم الاجتماعية وانتظاراتهم من الوزارة الوصية وضياع مجهوداتهم في اعتماد مدخل الإدماج في تسطير كل الوثائق ونهج طريقة العمل، وفق ما كان تحدده البيداغوجيا والبدء من جديد في اعتماد مداخل جديدة كل حسب توجهه مما خلق عبثية في القطاع.
علينا أن نغير من استراتيجيتنا للإصلاح، وأن نبني الخطط الجديدة على تقييم الخطط السابقة، بل ما يلزمنا تحديدا هو نهج استراتيجية وطنية للإصلاح، ومحددة الأهداف و المعالم، وكل حكومة جديدة تأتي لتكمل ما تركته سابقتها، لا أن نتبع أهواء الأحزاب السياسية و تصفية حسابتهم من خلال إفشال مخططات الأحزاب الأخرى. و كما قال صاحب الجلالة في خطابه، علينا أن ننتمي جميعا لحزب المغرب و نبتعد عن المصالح الضيقة.